وقد تابع سفيان بن عيينة جماعة رووه عن صفوان، بالأمر بالدنو من السترة: منهم واقد بن محمد، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعيسى بن موسى بن محمد بن إياس الليثي. كما تابع صفوان في روايته عن نافع بالأمر بالدنو من السترة داود بن قيس الفراء، إلا أنه رواه عن نافع مرسلًا. وسوف يأتي تخريج هذه الطرق في مبطلات الصلاة، في المجلد الثاني عشر، فلا يشك الباحث في شذوذ هذا الحرف، وأما الحديث في نفسه فصحيح من رواية سفيان بن عيينة، من رواية الجماعة عنه. قال البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٨٦): قد أقام إسناده سفيان بن عيينة، وهو حافظ حجة. وقال في معرفة السنن (٣/ ١٨٧): «ورواه داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلاً، والذي أقام إسناده: حافظ ثقة». وقال الميموني نقلًا من فتح الباري لابن رجب (٤/ ٢٧): قلت لأبي عبد الله -يعني: أحمد-: كيف إسناد حديث النبي ﷺ: (إذا صلى أحدكم فليدن من سترته)؟ قال: صالح، ليس بإسناده بأس. وخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وهذا ذهاب منهما لتصحيحه. وقال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٩٥): «وهو حديث مختلف في إسناده، ولكنه حديث حسن ذكره النسائي وأبو داود وغيرهما». وقال النووي في المجموع (٣/ ٢٤٥): «حديث سهل بن أبي حثمة صحيح، رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح». وقال في الخلاصة (١٧٣٢): رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. وقال العقيلي نقلًا من فتح الباري لابن رجب (٤/ ٢٧): حديث سهل هذا ثابت. وقال العقيلي في الضعفاء، طبعة دار التأصيل (٤/ ٧): «رواه سهل بن أبي حثمة، أن النبي ﷺ قال: (من صلى إلى سترة فليدن منها)، وهذا ثابت».