فكان الأمر متوجهًا إلى الدنو منها، وليس إلى السترة، وأخشى أن يكون هذا اللفظ هو لفظ الحميدي، وأن الإرسال الواقع في مصنف عبد الرزاق هو من قبيل السقط، وليس اختلافًا، فإن مصنف عبد الرزاق ورواية الطبراني كلاهما من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِي. فيصح القول أن لفظ: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة) هو لفظ: عبد الجبار بن العلاء، وابن أبي عمر، وعبد الرزاق، وأن هؤلاء الثلاثة قد رووه بلفظ الأمر بالسترة، والأصل في الأمر الوجوب. لكن خالف هؤلاء كبار أصحاب سفيان من الطبقة الأولى رووه عنه بلفظ: (إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها) فكان الأمر متوجهًا إلى الدنو من السترة، وفي مقدمتهم: الأول: الإمام الحميدي، كما في مسنده (٤٠٥)، ومن طريقه والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ٩٨) ح ٥٦٢٤، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (٣٢٩١)، وابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٢٦٩)، الثاني: الإمام أحمد كما في المسند (٤/ ٢). الثالث: الإمام الشافعي، كما في السنن المأثورة (١٨٤)، الرابع: أبو بكر بن أبي شيبة كما في المصنف (٢٨٧٤)، وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٠٧٢)، الخامس: الطيالسي كما في مسنده (١٤٣٩)، السادس إلى التاسع: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح، وحامد بن يحيى، وابن السرح: أحمد بن عمرو بن عبد الله كما في سنن أبي داود (٦٩٥)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٨٦). العاشر: زهير بن حرب، كما في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٩٢٩). الحادي عشر والثاني عشر: علي بن حجر وإسحاق بن منصور كما في المجتبى من سنن النسائي (٧٤٨)، وفي الكبرى (٨٢٦). الثالث عشر: مسدد كما في الأوسط لابن المنذر (٢٤٢٨)، الرابع عشر إلى السادس عشر: محمد بن منصور وعمرو بن عبد الحميد الإملي، وابن وكيع كما في تهذيب الطبري الجزء المفقود (٦١٥، ٦١٦، ٦١٧)، السابع عشر: يونس بن عبد الأعلى كما في شرح معاني الآثار (١/ ٤٥٨)، وفي مشكل الآثار (٢٦١٣)، الثامن عشر: يعقوب بن حميد، كما في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (٢٠٧٢). التاسع عشر: إبراهيم بن بشار كما في صحيح ابن حبان (٢٣٧٣)، العشرون: إبراهيم بن منذر الحازمي كما في مستدرك الحاكم (٩٢٢). الحادي والعشرون: إسحاق بن بهلول كما في أمالي المحاملي (٤)، كلهم رووه عن سفيان بن عيينة، عن صفوان بن سليم، عن نافع بن جبير، عن سهل بن أبي حثمة، وفي رواية: