للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقيل: يدعو بكل دعاء جائز مطلقًا، وهو مذهب الأئمة الأربعة (١).

وهذان قولان متقابلان.


= وإنما يشرع قبل أن يسلم لقول النبي في حديث عبد الله بن مسعود حين علمه التشهد قال (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) فجعل الدعاء قبل السلام .... ». اه كلام شيخنا .
والذي أراه أن الذكر في الآية (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله … ) لا يراد به الأذكار الخاصة بعد الصلاة، بل يراد بها المداومة على ذكر الله في عموم أحوال الإنسان من قيام وقعود واضطجاع حكاه البغوي عن أكثر المفسرين، انظر تفسير البغوي (١/ ٥٥٦).
ويدل على هذا قول الله في صلاة الجمعة: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا.
فالأمر بالذكر ليس المراد به الذكر المقيد بأدبار الصلوات، فالذكر مشروع في كل وقت، ولا يفرغ العبد من ذكر ربه بالفراغ من العمل.
قال تعالى: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا.
فما طابت الدنيا إلا بذكره، قائمًا وقاعدًا وعلى جنب، نستقبل النوم بذكر الله، وحين نستيقظ أول ما نقوم به هو ذكر الله، وما بين ذلك فما يقلب العبد جنبه على فراشه إلا كان أول ما يطيب له ذكره دعاؤه.
قال أبو جعفر الطبري في تفسيره، (ت شاكر) (٩/ ١٦٤): «فإذا فرغتم، أيها المؤمنون، من صلاتكم وأنتم مواقفو عدوِّكم التي بيّناها لكم، فاذكروا الله على كل أحوالكم قيامًا وقعودًا ومضطجعين على جنوبكم، بالتعظيم له، والدعاء لأنفسكم بالظفر على عدوكم، لعل الله أن يظفركم وينصركم عليهم. وذلك نظير قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
(١) المبسوط (١/ ٣٨)، بدائع الصنائع (١/ ١٥٩)، البحر الرائق (١/ ٣٤٩)، الدر المختار شرح تنوير الأبصار (ص: ٧٣)، الفتاوى الهندية (١/ ٧٧)، مراقي الفلاح (ص: ١١٩)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: ٢٧٢)، درر الحكام (١/ ٨٠)، تبيين الحقائق (١/ ٢٣٠)، حاشية ابن عابدين (٢/ ١٨٢)، فتح القدير (٢/ ٨٩)، موطأ مالك ت الأعظمي (١/ ٢٦٣)، البيان والتحصيل (١٧/ ١٣٢)، الذخيرة للقرافي (١٣/ ٣٤١، ٣٤٢)، الأذكار للنووي ط ابن حزم (ص: ١٤٩)، حاشية الجمل (١/ ٤٠٢)، شرح المقدمة الحضرمية (ص: ٢٤٥)، المغني (١/ ٤٠٠)، شرح منتهى الإرادات (١/ ٢٠٦)، الفروع (٢/ ٢٣١، ٢٣٢)، المبدع (١/ ٤٢٢).
وقال المرداوي في تصحيح الفروع نقلًا من الرعاية الكبرى (٢/ ٢٣٢): «ويدعو كل مصل عقيب كل صلاة سرًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>