للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن مفلح في الفروع: «ولم يستحبه شيخنا -يعني ابن تيمية- بعد الكل (يعني كل الصلوات) لغير أمر عارض كاستسقاء، واستنصار» (١).

وقال شيخنا ابن عثيمين: «الدعاء بعد السلام يقصد به تنقية الصلاة من الخلل كالاستغفار ثلاثًا، وأما دعاء المصلي لنفسه فقبل السلام» (٢).


= ولا يستعملون الذكر المأثور، بل قد يكرهون ذلك، وينهون عنه، فهؤلاء مفرطون بالنهي عن المشروع، وأولئك مجاوزون الأمر بغير المشروع، والدين إنما هو الأمر بالمشروع دون غير المشروع … ».
فإن عنى ابن تيمية في تقسيمه أصحاب الشافعي، لقول النووي في المجموع (٣/ ٤٨٩): «قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى: يستحب للإمام إذا سلم أن يقوم من مصلاه عقب سلامه إذا لم يكن خلفه نساء، هكذا قاله الشافعي في المختصر، واتفق عليه الأصحاب … ».
فالشافعية لا يمنعون من الذكر والدعاء بعد الانصراف من مقامه فليس من شرط الذكر أن يقوله في مكانه، انظر قول الشافعي في إباحة الذكر للإمام والمنفرد بعد السلام في الأم (١/ ١٥٠)، ونقل النووي الاتفاق على استحباب الدعاء بعد السلام، كما نقلته عنه في صلب الكتاب، والله أعلم.
وقال في تحفة المحتاج (٢/ ١٠٥): «وانصرافه لا ينافي ندب الذكر له عقبها؛ لأنه يأتي به في محله الذي ينصرف إليه».
وجاء في العيار المعرب (١/ ٢٨٣): «وسئل الشيخ الحافظ أبو العباس أحمد بن قاسم القباب من أئمة فاس عن حكم الدعاء إثر الصلاة.
فأجاب بما نصه: الحمد لله، الجواب وبالله تعالى التوفيق أن الذي عندي ما عند أهل العلم في ذلك من أن ذلك بدعة قبيحة … ». وساق أدلته على مسألة سرعة قيام الإمام من مقامه إذا سلم، وهي مسألة سبق بحثها، وعلى التسليم فهي تخص الإمام دون المأموم والمنفرد، فأدلته أخص من السؤال، وعلى التنزل فإن انصرافه لا يمنع من الذكر والدعاء كما قال الشافعية، لأن بقاءه في المكان ليس بشرط، إلا أن يتوجه الإنكار للدعاء الجماعي، فذلك متجه».
(١) الفروع (٢/ ٢٣٢).
(٢) سئل الشيخ في البرنامج الإذاعي نور على الدرب: عن حكم رفع اليدين بالدعاء بعد صلاة الفرائض والسنن، والمسح على الوجه؟ فكان في جملة ما قال: .... المشروع بعد الصلاة هو الذكر لقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ ولا يشرع الدعاء إلا فيما قصد به تنقية الصلاة، مثل الاستغفار ثلاثًا بعد السلام مباشرة، فإن النبي كان إذا سلم من المكتوبة استغفر الله ثلاثًا مباشرة؛ لأن هذا الدعاء يقصد منه تنقية الصلاة مما حصل فيها من خلل، وأما ما عدا ذلك من الدعاء فليس مشروعًا بعد الصلاة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>