هذا فيما يتعلق برواية سفيان بن عيينة، عن مالك بن مغول. وقد رواه آخرون عن مالك بن مغول، ولم يذكروا وضع الأصبعين في الأذنين، من ذلك: محمد بن سابق كما في صحيح البخاري (٣٥٦٦)، ومستخرج أبي عوانة (١٤١٠). وزائدة بن قدامة كما في صحيح مسلم (٥٠٣)، والسنن الكبرى للنسائي (٤١٨٩)، ومعجم الطبراني الكبير (٢٥٦). وعبد القدوس بن بكر بن خنيس، كما في سنن ابن ماجه (١٠٠). ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كما في مسند أحمد (٤/ ٣٠٧). وعثمان بن عمر، كما في سنن البيهقي، خمستهم رووه عن مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة به، وليس فيها ذكر لوضع الأصبعين في الأذنين. والذي يظهر لي أن اعتبار هذا الطريق من جملة الطرق التي وردت فيها الزيادة وهم، وأن الصحيح أن زيادة وضع الأصبعين في الأذنين لم يرد من حديث مالك بن مغول، ولولا أن الحافظ ابن رجب ﵀ اعتبر ذلك لأعرضت عنه صفحًا، والله أعلم. كما أن في رواية إبراهيم بن بشار تفردًا آخر، حيث تفرد بالرواية عن ابن عيينة، عن الثوري ومالك بن مغول، فجعل ابن عيينة يروي الحديث عن الثوري وابن مغول، وأصحاب ابن عيينة يروونه عنه، عن مالك بن مغول، ولا يذكرون فيه الثوري، وهو المحفوظ من رواية ابن عيينة. هذه هي الطرق التي جاء فيها ذكر وضع الأصبعين في الأذنين، عن عون، وما فيها من الاختلاف. وقد روى الحديث جماعة من الثقات عن ابن عون ولم يذكروا هذه الزيادة، منهم: شعبة، كما في البخاري (٤٩٩)، (٤٩٥) (٥٠١)، ومسلم (٢٥٣ - ٥٠٣)، وأكتفي بالصحيحين عن غيرهما. ومنهم عمر بن أبي زائدة، في البخاري (٣٧٦، ٥٧٨٦، ٥٨٥٩)، ومسلم (٥٠٣) وأكتفي بذكر الصحيحين عن غيرهما. ومنهم أبو العميس، في البخاري (٦٣٣)، ومسلم (٢٥١ - ٥٠٣)، وأكتفي في الصحيحين عن غيرهما. ومنهم مالك بن مغول في البخاري (٣٥٦٦) ومسلم (٥٠٣). فهؤلاء الأربعة كما ترى روايتهم في الصحيحين. كما رواه خارج الصحيح مسعر، وبسام الصيرفي، وأبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، وعبد الله بن المختار، وعبد الجبار بن العباس، وزيد بن أبي أنيسة، وأشعث بن سوار، وسماك ابن حرب، ورقبة بن مصقلة، والمسعودي، وابن أبي ليلى، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، كلهم رووه عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه دون ذكر هذه الزيادة، =