للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
لم أجدًا أحدًا ممن اسمه حماد يروي عن ابن عون غير حماد بن تُحَيٍّ الكوفي، وهو مجهول، وقد روى عنه الدارقطني في المؤتَلِف والمختَلِف هذا الحديث (١/ ٣١١)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في تلخيص المشتبه في الرسم (١/ ٥٥)، دون ذكر وضع الأصبعين في الأذانين، ودون الاستدارة، بلفظ (إذا سافر صلى ركعتين حتى يرجع) وقد تكلمت على هذا الطريق عند الكلام على حكم الالتفات في الأذان، انظره في المسألة التالية دفعًا للتكرار.
فمع قلة رواية هيثم وحماد بن تحي عن عون، لا يمكن الاعتماد عليهما مع مخالفتها للمحفوظ من رواية الصحيحين وغيرهما عن أبي جحيفة، والله أعلم.
الطريق السادس: مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة.
واختلف على مالك بن مغول:
فروى الحاكم الحديث من طريق عبد الرزاق، عن سفيان بذكر وضع الأصبعين في الأذنين.
ثم أتبعه الحاكم بطريق آخر حيث رواه من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، عن ابن عيينة، عن مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله نزل الأبطح، ثم قال الحاكم: فذكر الحديث بنحو رواية عبد الرزاق. اه
فأحال على رواية عبد الرزاق، والتي ذكر فيها إدخال الأصبعين في الأذنين.
فلو قال الحاكم: بمثل رواية عبد الرزاق لكان ذلك يعني اتفاق الروايتين على ذكر إدخال الأصبعين في الأذنين، لكن لما قال: بنحو رواية عبد الرزاق، فهل يعني هذا أن رواية سفيان عن مالك بن مغول كرواية عبد الرزاق؟
هذا ما فهمه الحافظ ابن رجب في فتح الباري، وحسبك بالحافظ ابن رجب، قال في شرحه للبخاري (٥/ ٣٧٦): «إبراهيم بن بشار لا يقبل ما تفرد به عن ابن عيينة، وقد ذمه الإمام أحمد ذمًّا شديدًا، وضعفه النسائي وغيره».
والذي أميل إليه أن قوله: (بنحوه)، لا يعني أن رواية إبراهيم بن بشار فيها ذكر لوضع الأصبعين في الأذنين، خاصة أن أبا عوانة قد أخرج في مستخرجه (١٤٠٩) رواية إبراهيم بن بشار، وذكر لفظها، وليس فيها ذكر لوضع الأصبعين في الأذنين.
كما أن رواية سفيان بن عيينة قد رواها الشافعي في مسنده (ص: ٥٩).
والحميدي في مسنده (٩١٦).
والنسائي (١٣٧) عن محمد بن منصور.
والطبراني في المعجم الكبير (٢٢/ ١٠٣) ح ٢٥٥ من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، أربعتهم (الإمام الشافعي والحميدي ومحمد بن منصور، وحجاج الأزرق) رووه عن سفيان ابن عيينة، عن مالك بن مغول، عن عون به، دون ذكر لوضع الأصبعين في الأذنين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>