للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فإن طال الفصل بين الإقامة والصلاة فهل يعيد الإقامة؟

الخلاف في الإعادة مبني على الخلاف في اشتراط الموالاة بين الإقامة والصلاة، وسبق بحث هذه المسألة في مسألة مستقلة ولله الحمد (١).

وقيل: لا يعتد بإقامة الراكب مطلقًا، وهو قول في مذهب الشافعية (٢).

وقيل: يجوز الإقامة من الراكب، وهو رواية ابن وهب من المالكية، ورواية عن أحمد (٣).

• وجه القول بالكراهة:

علل الحنفية والمالكية الكراهة لعدم اتصال الإقامة بالصلاة (٤).

قال في بدائع الصنائع: «لأنه لو لم ينزل لوقع الفصل بين الإقامة والشروع في الصلاة بالنزول» (٥).


(١) قال النووي في المجموع (٣/ ٨٩): «وإن أقام في الوقت، وأخر الدخول في الصلاة بطلت إقامته إن طال الفصل؛ لأنها تراد للدخول في الصلاة، فلا يجوز الفصل». وانظر أسنى المطالب (١/ ١٣٠).
وجاء في مواهب الجليل (١/ ٤٦٥): «قال اللخمي من شرط الإقامة أن تعقبها الصلاة، فإن تراخى ما بينهما أعاد الإقامة». وقال صاحب الطراز بعد أن ذكر الخلاف في إقامة الراكب عند المالكية، وصوب مذهب المدونة، وأنه لا يقيم إلا راكبًا، قال كما في مواهب الجليل (١/ ٤٦٥): «فإن أقام راكبًا ثم نزل، وأحرم من غير كبير شغل أجزأه ذلك».
(٢) روضة الطالبين (١/ ١٩٩)، فتح العزيز (٣/ ١٧٣).
(٣) التوضيح شرح مختصر خليل (١/ ٢٩٤)، الشامل في فقه الإمام مالك (١/ ٩١)، الذخيرة (٢/ ٧٤)، المعونة (١/ ٢١٠)، عقد الجواهر الثمينة (١/ ٩٠)، المبدع شرح المقنع (١/ ٢٨٢)، الإنصاف (١/ ٤١٥).
(٤) التاج والإكليل (٢/ ١٢٣).
(٥) بدائع الصنائع (١/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>