للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد رواه ابن حبان أيضًا (٦٩٦٤) من طريق أبي الوليد (الطيالسي) حدثنا مبارك بن فضالة به، وفيه التصريح بالسماع.
وروى أحمد أيضًا حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، أخبرني أبو بكرة أن رسول الله كان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن على ظهره … الحديث. =قال ابن رجب في فتح الباري (٧/ ١٠٩): «وروى مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: أخبرني أبو بكرة - فذكر حديث صلاة الكسوف، إلا أن مبارك بن فضالة ليس بالحافظ المتقن». اه
وقال الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يسمع الحسن من أبي بكرة. قيل له: فإن مبارك ابن فضالة يقول: عن الحسن: قال: حدثنا أبو بكرة قال: ليس بشيء. تاريخ ابن معين (٤٥٩٧).
ويجاب عن هذا الحديث:
بأنه لم يرد التصريح بسماع الحسن من أبي بكرة إلا في إسنادين:
أحدهما: من طريق أبي موسى، عن الحسن عند البخاري في حديث: (إن ابني هذا سيد)، وقد بين الإمام ابن المديني أن هذا الحديث هو عمدته في ثبوت سماعه منه.
والثاني: من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن. وقد علمت ما قيل فيه.
فمثل هذا لا يمكن أن يقدم على قول بهز بن أسد، الذي لم يُثْبِت له السماع المطلق، وإنما ذكر أنه سمع شيئًا، والتنكير يدل على التقليل، وهو كالنص على أن ليس كل ما رواه الحسن عن أبي بكرة قد سمعه منه، والله أعلم.
الجواب الثاني: كون البخاري أخرج له حديثًا واحدًا من طريق الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، لا ينافي سماعه من أبي بكرة مباشرة، والحسن معروف بكثرة الشيوخ.
وقد جزم ابن المديني والبخاري ومسلم والبيهقي على سماع الحسن من أبي بكرة والمُثْبِتُ مقدم على النافي؛ لأن معه زيادة علم، وعلى فرض أن يكون هناك واسطة، فقد وقف عليها، وهو الأحنف بن قيس، وهو ثقة، فلم تكن علة قادحة، والله أعلم.
ويجاب:
بأن ابن المديني صرح بأنه اعتمد على صيغة إسناد واحد صرح فيه بالسماع، وحاكم الباقي إلى صحة هذا الإسناد، فهو من باب الظن، وبهز البصري القريب من عصر الحسن البصري، والذي قد روى بعض شيوخه عن الحسن، يجزم بأنه قد سمع منه شيئًا، ولو كان هذا يعني له ثبوت السماع المطلق لحكم به.
وأما الجواب عن دعوى أن الواسطة على تقدير وجودها فهي ثقة:
فيجاب بأن الوقوف على الواسطة في حديث لا يعني الجزم بأن كل ما يرويه الحسن عن أبي بكرة، إنما رواه الحسن عبر هذه الواسطة، وما يدرينا؟ فما لم يصرح به الحسن بالسماع، أو يوقف على الواسطة مصرحًا به في بعض الطرق، فالواسطة مجهولة، والله أعلم.=

<<  <  ج: ص:  >  >>