كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فمنهم من أنكر سماعه مطلقًا، كما تقدم.
ومنهم من أثبته مطلقًا: كابن المديني، والبخاري كما في صحيح البخاري (٢٧٠٤).
ومسلم كما في الكنى والأسماء (١٢٩٣).
والبزار كما في نصب الراية (١/ ٩٠)، والبيهقي، وغيرهم.
ومنهم من أثبت له سماع شيء.
جاء في مراسيل ابن أبي حاتم (١٥٢): حدثنا محمد بن سعيد بن بلج، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحكم يقول: سمعت جريرًا يسأل بهزًا عن الحسن، من لقي من أصحاب رسول الله ﷺ؟ فقال: سمع من ابن عمر حديثًا، وسمع من عمران بن حصين شيئًا، وسمع من أبي بكرة شيئًا. وانظر جامع التحصيل (ص: ١٦٥).
والتنكير يدل على التقليل، وبهز بن أسد بصري، ومتقدم، ومن شيوخه من روى عن الحسن، فهو أعلم بالحسن من غيره، وإذا قدمنا قول بهز بن أسد على قول غيره، وقد روى الحسن عن أبي بكرة أكثر من خمسين حديثًا، فيستبعد أن يكون كلها سماعًا.
جاء في المسند المصنف المعلل (٢٦/ ٥٣١): «قد اختلف في سماع الحسن البصري من أبي بكرة، والإجماع على أنه لم يسمع منه كل ما رواه عنه، فلا يحتج برواية الحسن عن أبي بكرة إلا إذا صرح بالسماع من طريق ثابت صحيح». اه
وأجيب عن هذا بجوابين:
الأول: أن التصريح بسماع الحسن من أبي بكرة ثابت في صحيح البخاري، فقد روى البخاري (٢٧٠٤) من طريق أبي موسى، عن الحسن، قال: .... ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
قال أبو عبد الله البخاري: قال لي علي بن عبد الله يعني: ابن المديني: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. وانظر العلل لابن المديني (٤٩).
وأخرج البخاري حديث الكسوف من طرق عن الحسن مسندًا، وأتبعها بطرق معلقة ليست على شرطه على طريقة البخاري، ومن جملة ما علقه فيها، قال البخاري على إثر ح (١٠٤٨) وتابعه موسى بن إسماعيل عن مبارك، عن الحسن، قال: أخبرني أبو بكرة …
قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٥٤): فهذا معتمد البخاري في إخراج حديث الحسن. اه
وروى أحمد حدثنا عفان، حدثنا المبارك (هو ابن فضالة بصري صدوق)، قال: سمعت الحسن، يقول: أخبرني أبو بكرة، قال: أتى رسول الله ﷺ على قوم يتعاطون سيفًا مسلولًا، فقال: لعن الله من فعل هذا … الحديث.