للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= العلة الثانية: عنعنة الحسن البصري وهو متهم بالتدليس، وقد عنعن.
وأجاب بعضهم:
بأن الحسن البصري لم يكن يدلس بالمعنى الاصطلاحي، وإنما هو من قبيل الإرسال الخفي، وهو رواية المعاصر عمن لم يلقه ولم يسمع منه بصيغة موهمة.
وهذا النوع يطلق عليه أهل الحديث تدليسًا، فإذا علمنا أنه قد سمع منه ولو حديثًا واحدًا حملنا عنعنته على الاتصال إلا حديثًا قد نص الأئمة على أنه لم يسمعه منه، فيتعلق الحكم بهذا الحديث بعينه. انظر لزامًا كتاب الشيخ حاتم بن عارف العوني (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس).
فإن صح ما ذكره الشيخ حاتم العوني حملت عنعنته على الاتصال، وإلا فالمعتمد ما قاله بهز بن أسد، وكذا أصحاب المسند المصنف المعلل.
العلة الثالثة: تفرد حماد بن سلمة بهذا الحديث، عن زياد الأعلم.
وحماد بن سلمة حديثه على ثلاثة أقسام:
الأول: صحيح بلا خلاف إذا روى عن شيوخ يعتبر مقدمًا فيهم، كروايته عن ثابت فهو من أثبت الناس فيه باتفاق أهل الحديث، وكذا روايته عن خاله حميد الطويل، وعمار بن أبي عمار.
وهذا لا يدل على التوثيق المطلق، قال علي بن المديني: هو عندي حجة في رجال، وهو أعلم الناس بثابت البناني، وعمار بن أبي عمار. تاريخ الإسلام ت بشار (٤/ ٣٤٢).
وقال يعقوب بن شيبة كما في شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨١): «حماد بن سلمة ثقة في حديثه اضطراب شديد، إلا عن شيوخ فإنه حسن الحديث عنهم، متقن لحديثهم، مقدم على غيره فيهم، منهم ثابت البناني، وعمار بن أبي عمار».
القسم الثاني: ضعيف إذا روى عن شيوخ قد تكلم العلماء في روايته عنهم، مثل قيس بن سعد وزياد الأعلم. وهذا الحديث من روايته عن زياد الأعلم.
قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حماد بن سلمة، عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك، ولكن حديث حماد بن سلمة عن الشيوخ، عن ثابت وأبي حمزة وهذا الضرب يعني أنه ثبت فيها. انظر الجرح والتعديل (٣/ ١٤١)، الكامل لابن عدي (٣/ ٣٧)، مسند ابن الجعد (٣٣٦٥، ٣٣٦٦)، السنن الكبرى للبيهقي (٤/ ١٥٨)، سير أعلام النبلاء (٧/ ١١٠)، تاريخ الإسلام (٤/ ٣٤٢).
القسم الثالث: من لم يتكلم في روايته عنهم، فالأصل أنه حديثه مقبول ما لم يخالف غيره من الثقات، أو يختلف عليه فيه، جاء في الجرح والتعديل (٣/ ١٤١): سئل أحمد بن حنبل عن حماد بن سلمة، فقال: صالح. اه
وقال أبو عبد الله الحاكم كما في تهذيب التهذيب (٣/ ١٤): «لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وقد خرج له في الشواهد عن طائفة».
وقال الذهبي كما في سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٤٦): «كان بحرًا من بحور العلم، وله أوهام =

<<  <  ج: ص:  >  >>