وقد صحح إسناده البيهقي كما في مختصر خلافيات البيهقي (٢/ ٢٣٣). وقال في معرفة السنن والآثار (٣/ ٣٤٧): «هذا إسناد صحيح». وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في الصحيح، وذلك تصحيح منهما. وقال النووي في المجموع (٤/ ٢٦١) والعراقي في تخريج الإحياء (ص: ٢٠٦): إسناده صحيح. وزياد بن حسان الأعلم الباهلي البصري، قال أحمد: ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: هو من قدماء أصحاب الحسن. وهو قليل الحديث جدًّا، له نحو من اثني عشر حديثًا بحسب ما وصل إلينا مطبوعًا من الكتب. وروى له البخاري في الصحيح حديثًا واحدًا (زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ). وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى اختلاف في وصله وإرساله، انظر فتح الباري له (٧/ ١٠٧)، واعتبر الحافظ أن الاختلاف في وصله وإرساله قرينة على أن الحسن لم يسمع من أبي بكرة. وقد أعل الحديث بأشياء أكثرها هي محل نظر المجتهد، واختلاف تقدير المجتهدين، من ذلك: العلة الأولى: لم يسمع الحسن من أبي بكرة، وبهذا قال أحمد وابن معين والدارقطني والذهبي وابن رجب وغيرهم. قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ٤٣٢): «في معنى المرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي بكرة عند الإمام أحمد والأكثرين». وقال ابن معين: لم يسمع الحسن من أبي بكرة. تاريخ الدوري (٤/ ٣٢٢). وقال الدارقطني: لم يسمع الحسن من أبي بكرة، انظر سؤالات الحاكم له (٣٢٠)، العلل (٧/ ١٥٣). وقال في التتبع (٣٢٣): «أخرج البخاري أحاديث الحسن عن أبي بكرة، منها الكسوف، ومنها: زادك الله حرصًا، ولا تعد، ومنها: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ومنها: إن ابني هذا سيد، والحسن لا يروي إلا عن الأحنف، عن أبي بكرة». وانظر تحفة التحصيل (ص: ٧٤). وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٦): الحسن البصري لم يسمع من أبي بكرة. اه وساق ابن رجب في شرح البخاري الاختلاف في سماع الحسن من أبي بكرة، ثم قال في شرحه للبخاري (٧/ ١٠٧): « … ونفى سماعه يحيى بن معين، نقله عنه ابن أبي خيثمة، ويؤيده أنه روي عن الحسن مرسلًا -يعني حديث: زادك الله حرصًا، ولا تعد- وأن الحسن روى عن الأحنف، عن أبي بكرة، حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما) وهذا مما يستدل به على عدم سماعه منه، حيث أدخل بينه وبينه في حديث آخر واسطة، وقد روى هشام بن حسان، عن الحسن، أنه دخل مع أنس بن مالك على أبي بكرة، وهو مريض … ». اه قلت: العلماء مختلفون في سماع الحسن من أبي بكرة، والحسن كثير الإرسال: =