ولم ينفرد به ابن المبارك عن معمر، بل تابعه عليه غيره: فرواه عبد الرزاق واختلف عليه فيه: فرواه في المصنف (١٩٠٠٥) أخبرنا معمر به، بمثل رواية ابن المبارك، فقال: عن الحكم بن مسعود، وهو الصواب. ورواه الدارقطني (٤١٢٦)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (٢/ ٤٢٦) من طريق محمد بن حماد الطهراني. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٤١٨) من طريق إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى، ثلاثتهم: عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن مسعود بن الحكم … وذكر الأثر. قال البيهقي (٦/ ٤١٨): «قال يعقوب بن سفيان: هذا خطأ؛ إنما هو الحكم بن مسعود، وبمعناه قال البخاري». اه فصار عبد الرزاق له فيه روايتان: إحداهما على الصواب من مسند الحكم بن مسعود، والأخرى على الوهم قوله: مسعود بن الحكم. وقد خرج عبد الرزاق من العهدة حين تابعه سفيان بن عيينة. فقد رواه سعيد بن منصور في سننه (٦٢)، قال: أخبرنا سفيان، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن مسعود بن الحكم أن عمر بن الخطاب … وذكره. وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٢٤)، قال: حدثنا أبو يوسف، حدثنا سعيد بن منصور به. فأسقط وهب بن منبه، ووافق عبد الرزاق في الخطأ في جعله من مسند مسعود بن الحكم. قال يعقوب بن سفيان: قال أبو يوسف: وهذا خطأ، إنما هو الحكم بن مسعود. وفي السنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٤١٨): قال يعقوب بن سفيان: هذا خطأ، إنما هو الحكم بن مسعود، قال: ومسعود بن الحكم زرقي، والذي روى عنه وهب بن منبه إنما هو الحكم بن مسعود ثقفي، والله أعلم.