للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد كان بلال حاجبًا على الباب، فربما وقع نظره على النبي -وهو ساجد يدعو، فظن أنه يصلي.

• ويجاب عن هذا الاعتراض بوجهين:

الوجه الأول:

أن ما أثبته حديث أسامة والفضل لا سبيل لرده، وكذا ما أثبته حديث بلال، وإنما النقاش فيما نفياه، هل يعارض به ما أثبته حديث بلال؟ هذا هو البحث، وهو محل الخلاف، والقاعدة تقول: المثبت مقدم على النافي، والله أعلم.

قال الإمام البخاري: «روى الفضل بن عباس أن النبي ، لم يُصَلِّ في الكعبة. وقال بلال: قد صلى، فأخذ بقول بلال، وترك قول الفضل» (١).


= من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق به.
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (٢/ ٢٢) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: ما صلى رسول الله في الكعبة، ولكنه لما دخل خَرَّ ساجدًا، ثم رفع رأسه، ثم دعا، حدثني بذلك الفضل بن عباس، وكان معه حين دخل. قال: وكان ابن عباس يقول: ما أحب أن أصلي فيها، لو فعلت لتركت بعض القبلة.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن إسحاق إلا محمد بن سلمة. اه
وقد رواه إبراهيم بن سعد وعبد الأعلى بن عبد الأعلى كما مر معك.
وقد رواه غير ابن إسحاق، فلم يذكروا فيه أنه خر ساجدًا، فلو صح هذا لكان يمكن أن يقال: ربما توهم بلال أنه صلى، والله أعلم.
فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (٩٠٥٧)، وعنه أحمد (١/ ٢١٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٨٩)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٨٩) ح ٧٤٣، عن ابن جريج.
ورواه أحمد (١/ ٢١٤) وأبو يعلى الموصلي (٦٧٣٣)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٩٠)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (٢٨٦)، من طريق حماد بن سلمة، كلاهما (ابن جريج وحماد بن سلمة) عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس أن رسول الله قام في الكعبة، فسبح، وكبر، ودعا الله ﷿، واستغفر، ولم يركع، ولم يسجد. وهذا حديث صحيح.
ولم يذكر عمرو بن دينار ما ذكره ابن إسحاق من سجود النبي ، فأخشى أن يكون هذا الحرف غير محفوظ، والله أعلم.
(١) صحيح البخاري (٢/ ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>