أم هو رواية ابن أبي قتيلة، عن الدراوردي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع. أم هو رواية أبي أويس، عن موسى بن إبراهيم، عن أبيه، عن سلمة، فجعل واسطة بين موسى بن إبراهيم، وبين سلمة بن الأكوع. كما روى عبد الرحمن بن أبي الموالي (صدوق) عن موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، عن أبيه أنه قال: دخلنا على أنس بن مالك، وهو يصلي في ثوب واحد ملتحفًا، ورداؤه موضوع، فقلت له: تصلي في ثوب واحد؟ فقال: إني رأيت رسول الله ﷺ يصلي هكذا. وحمل البخاري الروايات على هذا الحديث. أخرجه أحمد (٣/ ١٢٧، ١٢٨) وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٩٧). لهذا الاختلاف قال البخاري في التاريخ الكبير بعد أن أورد طرق الحديث، قال البخاري: هذا لا يصح، وفي حديث القميص نظر. وأورده البخاري معلقًا في الصحيح بصيغة التمريض، وقال: في إسناده نظر وموسى بن إبراهيم ليس له إلا هذا الحديث حديث سلمة، وقد علمت كثرة الاختلاف في إسناده. وحديث أنس في الثوب الواحد، مختلف فيه أيضًا على إبراهيم بن عبد الرحمن، والد موسى بن إبراهيم: فرواه عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن موسى بن إبراهيم، عن أبيه (إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة)، عن أنس، ولا يعرف من مسند أنس إلا من هذا الطريق. ورواه أحمد (٣/ ٣٧٥) من طريق محمد بن عكرمة (مقبول: يعني حيث يتابع)، عن عبد الله بن عكرمة (وثقه ابن حبان)، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، وعن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، أنهما دخلا على جابر بن عبد الله السلمي، وهو يصلي ملتحفًا، ورداؤه على جدر مسجده، فصلى، ثم انصرف إلينا، فقال لنا: إنما صليت لترياني، إني رأيت رسول الله ﷺ يصلي هكذا. كما أن عبد الرحمن بن أبي الموالي قد روى هذا الحديث عن ابن المنكدر، عن جابر ﵁. أخرجه البخاري في صحيحه (٣٥٣). وحديث جابر في صحيح مسلم، وله طرق كثيرة جدًّا إلى جابر، لا يشك باحث في ثبوته عن جابر ﵁، بينما حديث أنس فيه تفرد كما علمت. وكاد ابن رجب أن يعل حديث أنس بحديث جابر لولا أنه نقل عن أبي حاتم كلامًا جعله لا يجزم بتعليله، قال ابن رجب في شرح البخاري (٢/ ٣٤٢): «لرواية ابن أبي الموالي، عن موسى، عن أبيه، عن أنس علة مؤثرة، وهي أن عبد الله بن عكرمة رواه عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة -وهو: والد موسى- عن جابر، عن النبي ﷺ، وقد خرج حديثه الإمام أحمد، ولعل هذه الرواية أشبه؛ فإن متن هذا الحديث معروف=