وإبراهيم بن عبد العزيز: هو أبو إسماعيل، فهل تحرفت من (أبو إسماعيل إبراهيم)، إلى إسماعيل بن إبراهيم. ورواه الترمذي (١٩١)، والنسائي (٦٢٩)، وابن خزيمة (٣٧٨)، والبيهقي (١/ ٤١٤) من طريق بشر بن معاذ، قال: حدثني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، قال: أخبرني أبي وجدي جميعًا عن أبي محذورة، بلفظ: أن النبي ﷺ أقعده وألقى عليه الأذان حرفًا حرفًا، قال إبراهيم: مثل أذاننا. قال بشر: فقلت له: أعد علي، فوصف الأذان بالترجيع. وهنا رواه بشر بن معاذ عن إبراهيم بن عبد العزيز أبي إسماعيل، وليس فيه ذكر للتثويب، ولم يذكر الإقامة. ولفظ ابن خزيمة بتثنية التكبير. فهل إسماعيل بن إبراهيم انقلب اسمه على النفيلي ويعقوب بن حميد من رواية أبي عاصم، وهما قد تفردا بالرواية عن إسماعيل بن إبراهيم، ولا يعرف لإسماعيل بن إبراهيم رواية غير هذا الحديث، ولم يترجم له البخاري ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان مما يؤكد أنه ربما انقلب اسمه من أبي إسماعيل إبراهيم، إلى إسماعيل بن إبراهيم. وهذا ما رجحه صاحب فضل الرحيم الودود في تخريج سنن أبي داود (٦/ ٢٣). أو أنهما راويان: أحدهما: إسماعيل بن إبراهيم، والثاني: أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد العزيز، وكلاهما يعتبر حفيدًا لعبد الملك بن أبي محذورة؟ الذي أميل إليه ترجيح الأول، وأن إسماعيل بن إبراهيم هو أبو إسماعيل إبراهيم، والله أعلم. وقد سبق لي تخريج حديث إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، والاختلاف عليه في لفظه عند الكلام على جمل الإقامة، وهذا وجه من وجوه الاختلاف عليه، والله أعلم. وعلى كل حال سواء أَعْتَبرْناهما رجلين أم اعتبرناهما رجلًا واحدًا، فإن الخلاف يدور على ضعيف، فإبراهيم بن إسماعيل، وإبراهيم بن عبد العزيز ضعيفان، كما أن عبد الملك بن أبي محذورة ضعيف أيضًا. وقد خالفهما من هو أوثق منهم، فرواه نافع بن عمر الجمحي كما في سنن أبي داود (٥٠٥)، والنعمان بن راشد (ضعيف) كما في في مشكل الآثار (٦٠٧٩)، كلاهما، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن عبد الله بن أبي محيريز، عن أبي محذورة. وهذا هو المعروف من رواية عبد الملك، أنه يرويه عن ابن محيريز، وليس عن أبي محذورة، ورواية نافع ليس فيها ذكر للتثويب، ورواية النعمان بن راشد ذكر فيها التثويب، ونافع مقدم على النعمان، والله أعلم. ورواية نافع توافق رواية مكحول وعبد العزيز بن عبد الملك، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة، وليس فيها ذكر للتثويب، وسبق تخريجها في صفة الأذان، ح (٣١). =