وقال ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٣١٤٤) رأيت في كتاب علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو فقال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، قال: ليس هو ممن تريد، كان يقول: أشياخنا أبو سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. قال يحيى: وسألت مالك بن أنس عنه فقال نحوًا مما قلت لك، يعني أنه سأل مالكًا عن محمد بن عمرو. اه وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف. وقد اختلف فيه على أبي سلمة: فرواه الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في قصة إمامة جبريل. ورواه أبو يعلى الموصلي (٥٩٣٨)، وابن حبان (١٤٩٣، ١٤٩٥)، وأبو العباس السراج في مسنده ت حسين بن عكاشة (١٣٣٦) من طريق يحيى بن سعيد الأموي. والبزار في مسنده (٨٠١٩) من طريق أبي أسامة. والسراج في مسنده ت إرشاد الحق (٩٧٤) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: صلى بنا رسول الله ﷺ الصبح فغلس بها، ثم صلى الغداة، فأسفر بها قليلًا، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ الوقت فيما بين هاتين: أمس وصلاتي اليوم. فهذا اختلاف بين الفضل بن موسى من جهة، وبين يحيى بن سعيد الأموي، وأبي أسامة وأبي معاوية، فما هو الصحيح من حديث محمد بن عمرو؟ أفي إمامة جبريل في مواقيت الصلاة كلها، أم هو في إجابة النبي ﷺ لمن سأله عن وقت صلاة الغداة وحدها؟ فهل يقال: ترجيح العدد على الواحد؟ فيكون الراجح منها حديث الجماعة عن محمد بن عمرو، وأن الراجح فيه أنه في إجابة السائل عن وقت صلاة الغداة، ومحمد بن عمرو، وإن كان خفيف الضبط فإنه يشهد له حديث أبي موسى، وبريدة في مسلم، وحديث أبي هريرة عند أحمد وغيره. أو يقال: هذا الاختلاف دليل على عدم حفظ محمد بن عمرو، خاصة أن روايته عن أبي سلمة فيها كلام. أو يقال: هما حديثان، خاصة أنه قد روي حديث أبي هريرة في إمامة جبريل من غير طريق محمد بن عمرو، ويشهد له حديث ابن عباس، وجابر، وأبي سعيد في حديث إمامة جبريل للنبي ﷺ، وسبق تخريجها، وإذا كان الاحتياط للرواية فإني سوف أستبعد رواية محمد بن عمرو، وأكتفي بحديث ابن عباس وجابر وهما أصح ما ورد في إمامة جبريل. وقد روي حديث أبي هريرة في إمامة جبريل من غير طريق محمد بن عمرو، وإن كان ضعيفًا. فقد رواه البخاري في التاريخ الكبير (٥٧١) والبزار في مسنده (٨٧٧٧)، والسراج في مسنده (٩٦١)، والدارقطني (١٠٢٨)، والحاكم في المستدرك ط دار الميمان (٧١٤) وعنه البيهقي (١/ ٣٦٩)، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن أسيد، عن محمد بن عمار بن سعد القرظ أنه سمع أبا هريرة فذكره مختصرًا بإمامة جبريل. =