رواه النسائي (٥٠٢) من طريق الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: هذا جبريل ﵇ جاءكم يعلمكم دينكم، فصلى الصبح حين طلع الفجر، وصلى الظهر حين زاغت الشمس، ثم صلى العصر حين رأى الظل مثله، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس وحل فطر الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب شفق الليل، ثم جاءه الغد، فصلى به الصبح حين أسفر قليلًا، ثم صلى به الظهر حين كان الظل مثله، ثم صلى العصر حين كان الظل مثليه، ثم صلى المغرب بوقت واحد حين غربت الشمس، وحل فطر الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل، ثم قال: الصلاة ما بين صلاتك أمس وصلاتك اليوم. ورواه النسائي أيضًا في الكبرى (١٥٠٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٤٧)، وفي أحكام القرآن (٢٨٢)، والدارقطني في السنن (١٠٢٦)، والحاكم في المستدرك ط دار الميمان (٧١٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٦٩)، من طريق الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا في إمامة جبريل. قال الترمذي كما في العلل الكبير (١/ ٢٠٣): «هو حديث حسن». وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٨٧): «هذا حديث مسند ثابت صحيح لا مَطْعَنَ فيه لأحدٍ من أهل العلم بالحديث». وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اه ومحمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم في المتابعات، وأخرج له البخاري مقرونًا، فهو ليس على شرط واحد منهما. والحديث لم يرْوِهِ أحد عن أبي سلمة إلا محمد بن عمرو. وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٢٠): «حديث أبي هريرة رواه النسائي، وفي إسناده محمد بن عمرو، وليس بالقوي». اه ومحمد بن عمرو حسن الحديث، إلا أن ما يتفرد به عن أبي سلمة فيه كلام، وقد وهم في البداءة بالصبح، فإن الأصح في أحاديث إمامة جبريل أنه بدأ بالظهر، والله أعلم. جاء في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٣١٤٣) سمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث محمد بن عمرو، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان محمد بن عمرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال الميموني في سؤالاته (٤٤٩): سألته يعني أحمد بن حنبل عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فقال لي: ربما رفع بعض الحديث، وربما قصر به، وهو يحتمل. اه =