للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشرف أينال كما قد رقا القاضي عبد الباسط في أيام الملك الأشرف برسباي، وصار صاحب الحل والعقد بالديار المصرية (١).

وتوفي في أثناء دولته الريس ناصر الدين المازوني، وكان قد فاق على أهل زمانه في حسن الصوت، وسعة امتداده، ورأى من الأكابر وأعيان الديار المصرية ما لا رآه أحدٌ من المغاني قبله، وكان المازوني فريد أهل زمامه في الإنشاد والمغنى وحسن الصوت (٢)، وقد رثاه الشهاب المنصوري الهايم بعد موته بهذه الأبيات وهي:

يا نزهة السمع سكنت الثرى … فللملاهي أيما لهفي

كم لطمةٍ من قدم أو يد … في خدي الدكة و الدف (٣)

وَفِيهِ يَقُولُ أيضًا:

كانت به لذاتنا موصولة … فانقطعت بموته اللذاتُ

وكانت الأصَوَاتُ تزهو بهجة … فارتفعت لموته الأصوات (٤)

واستمر الملك الأشرف أينال في السلطنة وهو في أرغد عيش بين أولاده حتى مرض، وسلسل في المرضِ مُدّة طويلة، حتى مَاتَ في يَوم الخميس بعد العصر خامس عشر جمادى الأول سنة خمس وستين وثمانمائة، وَدُفنَ مَنْ يَومه في تُربته التي أنشأها له المقر الجمالي يُوسُف ناظر الخاص بالقرب من تُربة القاضي عبد الباسط التي في الصحراء، وتوفي الملك الأشرف أينال وله من العمر إحدى وثمانين سنة (٥).

وخلف من الأولاد أربعة، صبيان وهما: الملك المؤيد أحمد، وأخيه المقر الناصري محمد؛ وبنتان إحداهما زوجة الأمير يونس الدوادار الكبير، والأخرى زوجة الأمير برد بك الدوادار الثاني.

فكانت مدة سلطنة الملك الأشرف أينال بالديار المصرية ثمان سنين وشهرين وستة أيام.


(١) الخبر في بدائع الزهور ٢/ ٣٥٠: في أحداث سنة ٨٦٢ هـ.
(٢) الخبر في بدائع الزهور ٢/ ٣٤٦: في أحداث سنة ٨٦٢ هـ.
(٣) بحر السريع.
(٤) بحر الرجز.
(٥) في جواهر السلوك ٣٣٧: "وله من العمر نحو الثمانين سنة".

<<  <   >  >>