للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما خلعه برسباي من السلطنة لم يسجنه بثغر الإسكندرية، كعادة أولاد الملوك، بل رسم له بالسكنة داخل دور الحُرم عند أمه خوند بنت الأمير سُودُون الفقيه، واستمر ساكن بالقلعة مُدّة، وزوجه الملك الأشرف برسباي بنت الأتابكي يشبك الأعرج، ورسم له بالركوب والنزول إلى القاهرة في بعض الأوقات، فكان يركب وينزل صحبة المقر الناصر محمد ولد السلطان الأشرف برسباي، وهو ابنه الكبير توفي في حياة والده الملك الأشرف.

ثم استمر ابن ططر على ذلك إلى أن مات بالطاعون في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وكانت وفاته في ليلة الخميس ثاني عشرين جمادى الآخر من السنة المذكورة، ومات وله من العمر نحو عشرين سنة (١).

وكان عنده بعض سبهلله (٢) فكان يُسمى الفرس "البوز" الفرس الأبيض، فقال له بعض خدامه: "لا تقل الفرس الأبيض، وقل الفرس البوز"، فحفظ منه ذلك، فطلب يوما سلطانية صينى أبيض، فقال: "هاتوا السلطانية البوز"، فنهره بعض الخدام، ونهاه عن ذلك، فقال: "لالاتي (٣) علمني ذلك"، وكان له من هذا النوع أشياء كثيرة، فكان كما قيل في الأمثال:

في الناس من تُسعدُهُ الأقدارُ (٤) … وفعِلُهُ جميعُهُ إِدْبَارُ (٥)


(١) في بدائع الزهور ٢/ ٨٠: "ومات وله من العمر نحو اثنتين وعشرين سنة".
(٢) في بدائع الزهور ٢/ ٨٠: "أنه كان يتبهلل"، وجواهر السلوك ٣٢١: "وكان عنده بعض تبهلله".
(٣) في بدائع الزهور ٢/ ٨٠ وجواهر السلوك ٣٢٢: "لَالَتِي"
(٤) في الأصل "الأقداروا".
(٥) في الأصل "ادباروا".

<<  <   >  >>