للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيتُ خيال الظل أعجب منظرًا … لِمَنْ هُوَ فِي عِلْمِ الْحَقِيقَةِ رَاقِي

تمر وتمضى بابة بعد بابة … وتفنى جميعًا والمحرك باق (١)

وفي هذه السنة وهي سنة أربع وثمانمائة: في يوم الثلاثاء ثالث عشر شوال ورد كتاب من ثغر الإسكندرية يخبرون فيه، بأن قد حضرت مركب من بلاد ابن عثمان، وفيها جماعة من التركمان، فأخبروا بأن تمرلنك المخذول قد هلك، وصح ذلك (٢).

قال القاضي تقي الدين ابن المقريزي مُحتسب القاهرة: "كنتُ عند القاضي فتح الدين فتح الله كاتب السر الشريف، فجاءه كتاب ابن عثمان يُخبر فيه موت تمرلنك، وأن القان أحمد بن أويس رجع إلى بلاده، وكذلك قرا يوسف، وأخبروا بأن الجمرة التي طلعت في جسده وهو بدمشق فرعت في سائر جسده حتى هلك، وعجل الله تعالى بروحه إلى النار، كما قيل في ذلك:

زبانية النيران تكره وجهه … ومنه استعادت مُذْ رَأَتْهُ (٣) جهنم (٤)

وقيل: لما دفن كان يُسمع له عوي في قبره مثل عوى الكلاب، وقيل: أنهم شاهدوا الدخان يطلع من قبره، وكان قبل موته شرع في جمع عساكر، وقصد أن يتوجه إلى مصر، فكفى الله تعالى الناس شره، وقد قال في ذلك بعض الشعراء:

مات تمرلنك وجائت لنا … أخباره فيما تأتي إليه (٥)

وقد كفانا ربنا شره … والله كافي من توكل عليه (٦)

وفي هذه السنة: خرج المحمل من القاهرة في يوم ثاني عشرين شوال ولم يُعلم بأن المحمل قد تأخر عن الخروج مثل هذه السنة، وكان أمير المحمل في تلك السنة الأمير نكبيه الازدمري (٧).


(١) بحر الطويل؛ لم يرد ذكرهما في بدائع الزهور؛ والبيتان في النجوم الزاهرة ٧/ ١٧٦: تنسب لابن الجوزي.
(٢) الخبر لم يرد في بدائع الزهور، وهو غير صحيح حيث مات تمرلنك سنة ٨٠٦ هـ؛ وخبر موته ورد في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٧٠٩ - ٧١٠.
(٣) في الأصل" مدرأته"؛ وفي جواهر السلوك ٣٠٢: "مذراته".
(٤) بحر الطويل؛
(٥) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٧١١: "عليه".
(٦) بحر السريع.
(٧) الخبر لم يرد في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>