للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان كما قيل في المعنى:

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها … فهل سمعت بظل غير منتقلا (١)

فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية والبلاد الشامية إلى أن مات على فراشه ست عشرة سنة وأربعة أشهر وسبعة وعشرون يوما، منها السلطنة الأولى ست سنين وثمانية أشهر وسبعة وعشرون يوما، والسلطنة الثانية إلى أن مات تسع سنين وثمانية شهور، والفترة بينهما لما تسلطن الملك المنصور أمير حاج ثمانية شهور (٢).

وكانت مدة أتابكيته بمصر أربع سنين وتسعة أشهر وعشرة أيام.

فكانت مدة حكمه بمصر أتابكي وسلطان إحدى وعشرين سنة وعشرة أشهر وستة عشر يوما، وزال ملكه كأنه لم يكن فسبحان من لا يزول ملكه ولا يتغير.

ومات وله من العمر نحو اثنتين (٣) وستين سنة على ما ذكر، وخلف من الأولاد ستة، ثلاثة ذكور وهم فرج، وعبد العزيز، وإبراهيم؛ وثلاثة اناث.

وخلف من المال ألفين ألف دينار، وأربعمائة ألف دينار، ومن الخيول ستة (٤) آلاف فرس، وقيل: اثنى عشر ألف فرس، ومن الجمال خمسة آلاف جمل، ومثلها بغال.

قال الجناب الشهابي أحمد بن قطينة: "لما كان متولي الأستادارية، كان عليق السلطان الملك الظاهر برقوق في كل شهر اثنى عشر ألف أردب من الشعير"، وبلغت عدة مماليكه سبعة آلاف مملوك، وقيل أكثر من ذلك.

وكان الظاهر برقوق كثير البر والصدقات، فمن ذلك أنه أوقف بلدا في الجيزة على السحابة التي تطلع في كل سنة إلى الحجاز الشريف؛ وكان له في كل يوم من شهر رمضان خمسة وعشرين بقرة تطبخ وتفرق على الحبوس والزوايا، وفي الأماكن المشهورة بالزيارات؛ وكان يفرق في ليلة من شهر


(١) بحر البسيط؛ البيت للحسين بن علي بن محمد المعروف بالطغرائي. (انظر: معجم الأدباء ٣/ ١١١٣).
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٢٦: زيادة عن هنا "وتسعة أيام".
(٣) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٢٦: "ثلاثة".
(٤) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٢٦: "سبعة".

<<  <   >  >>