للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشرفي واستقر أمير أخور كبير، وأنعم على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف، وعلى جماعة منهم بطبلخانات، وعلى جماعة منهم بعشراوات.

ثم إن الأتابكي منطاش عيّن جماعة من هذه الأمراء إلى التجريدة بسبب الظاهر برقوق، ثم إن في هذه القضية حضر شخص من العربان الشامية، وأخبر بأن الملك الظاهر برقوق نزل من قلعة الكرك، وهو هارب، وأن العربان قد أحتاطوا به، ولم يكن لهذا الكلام صحة، وهذا الهجان الذي جاء بهذا الخبر، أرسله الظاهر برقوق لتبطيل التجريدة إلى أن يستقيم أمره، فأخلعوا على الهجان الذي جاء بهذا الخبر خلعة، فكان ذلك أول مكيدة صعدت للظاهر برقوق، وبطل أمر التجريدة.

وفي خامس عشر شوال جاءت الأخبار من البلاد القوصية بأن مماليك الظاهر برقوق الذي (١) كانوا هناك منفيين ركبوا على والي قوص، وخرجوا عن الطاعة، وأنهم قاصدون يتوجهوا إلى الكرك من عند وادي القصب إلى السويس، فلما بلغ منطاش ذلك، أرسل لهم تجريدة.

ثم جاءت الأخبار من البلاد الحلبية بأن كمشبعًا الحموي نائب حلب خرج عن الطاعة وأظهر العصيان.

ثم جاءت الأخبار بأن الأمير حسام الدين ابن باكيش نائب غزة، لما سمع بخروج الظاهر برقوق جمع العشير وعسكر غزة، فقيل: أنه اجتمع عنده نحو اثني عشر ألف مقاتل (٢)، وقصد التوجه إلى نحو الكرك، ليقاتل الظاهر برقوق، وقد تواترت الأخبار بأن الظاهر برقوق خرج من الكرك، وهو قاصد نحو الشام، هذا ما كان من أخبار القاهرة.

وأما ما كانَ مِنْ أمر الملك الظاهر برقوق فإنه لما بلغه بأن حسام الدين بن باكيش نائب غزة قد جمع عسكر ثقيل، وهو قاصد لقتاله، فقصد برقوق بأن يتحصن ويقعد في قلعة الكرك، وكان الماء بها قليلا، ثم بدا للظاهر برقوق بأن يخرج من الكرك، ويتوجه إلى نحو الشام، وكان هذا عين الصواب، وَقَدْ خدم سعده في حركاته، كما قال القائل في المعنى:


(١) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٢) لم يرد ذكر جيش نائب غزة في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>