للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الشباك في كل يوم ويقول: "يا خليل الله، أنا في حسبك"، فقيل: إن شخصا من الثقات رأى الخليل في المنام، وهو يقول له: "برقوق منصور ويعود إلى السلطنة".

فلما حضر الشهاب البريدي إلى الكرك تنسم الحاج عبد الرحمن البابا الذي في خدمة الظاهر برقوق، وكان أصله من الكرك، وله أقارب بالكرك، فلما كان تلك الليلة كانت توبة أبو علوان السجان، وكان من أقارب الحاج عبد الرحمن البابا فعرفه أن البريدي ما حضر إلا ليقتل برقوق، فأنزلوا ذلك البريدي في مكان يسمى الطارمة بجانب القاعة التي فيها برقوق، وكان نائب الكرك في كل ليلة من شهر رمضان ما يفطر إلا عند الملك الظاهر برقوق.

فلما كانت تلك الليلة لم يحضر النائب إلى عند برقوق، فتخوف برقوق من ذلك، وقال: "ما أكل إلا أن يحضر النائب"، ثم إنه حضر بعد ساعة وأكل مع الظاهر برقوق، ثم إن الحاج عبد الرحمن البابا، وأقاربه من كان من أصحابه، دخلوا على الشهاب البريدي، وقتلوه في الطارمة، وقتلوا من كان معه، ثم دخلوا على نائب الكرك، وأرادوا قتله في تلك الليلة، فاستجار بالملك الظاهر برقوق، فأجاره من القتل، ثم قبضوا عليه وسجنوه، وملك برقوق قلعة الكرك والمدينة وحلفوا له أهل الكرك أنهم ما يغدروه، فتسامعت بذلك الناس والعربان، وحضروا إليه جماعة من مماليكه ممن كانوا مشتتين في البلاد الشامية.

فلما جاءت الأخبار إلى الديار المصرية بما وقع للظاهر برقوق، فاضطربت أحوال المقر السيفي منطاش.

فلما كان يوم الثلاثاء سابع شوال (١) عمل السلطان الموكب، وأخلع على من يذكر من الأمراء، وهم: المقر السيفي تمربعًا الأفضلي منطاش واستقر أتابك العساكر بمصر عوضًا عن يلبغا الناصري؛ وأخلع على المقر السيفي قطلوبغا الصفوي واستقر أمير سلاح؛ وأخلع على المقر السيفي أسندمر الشرفي واستقر أمير مجلس؛ وأخلع على المقر السيفي تمان تمر الأشرفي واستقر رأس نوبة النوب؛ وأخلع على الطنبغا الحلبي واستقر دوادار كبير؛ وأخلع على إلياس


(١) في جواهر السلوك ٢٤٨: "يوم الإثنين ثامن شوال".

<<  <   >  >>