للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العُمري واستقر أمير مجلس على عادته؛ وأخلع على المقر السيفي الطنبغا الجوباني واستقر رأس نوبة النوب؛ وأخلع على المقر السيفي تمرباي الحسنى واستقر حاجب الحجاب وأخلع على المقر السيفي ألابغا العثماني واستقر دوادار كبير؛ وأخلع على المقر السيفي أقبغا الجوهري واستقر أستادار العالية؛ وأخلع على الطنبغا الأشرفي واستقر رأس نوبة ثاني؛ وأخلع على قطلو بك السيفي يلبغا واستقر أمير جاندار؛ وأنعم على جماعة كثيرة من الأمراء بتقادم ألوف، وعلى جماعة منهم بطبلخانات، وعشراوات.

وَمِنْ الحوادثِ في هذه السنة: أن في يوم الإثنين سادس عشر شعبان، أشيع بين الناس أن المقر السيفي تمربعًا الأفضلي منطاش ضعيف، فدخل إليه الأمير الطنبغا الجوبانى رأس نوبة النوب، ليُسلم عليه فمسكه، ومسك مماليكه، ثم إن منطاش ألبس مماليكه آلة الحرب، وركب وطلع إلى الأسطبل السلطاني، وأخذ جميع الخيول الذي (١) به إلى بيته، وكان معه نحو أربعين مملوكًا، فأرمى عليه الأمير أقبغَا الجوهري بالنشاب من بيته، فأرسل إليه منطاش جماعة من مماليكه مع العوام، فنهبوا بيت أقبغَا الجوهري، وأخذوا خيله وقماشه، فهرب أقبغَا الجوهري واختفى.

ثم إن منطاش أرسل الأمير تنكز بُغَا اليَلبُغَاوي ومعه جماعة من المماليك، فطلعوا على مدرسة السلطان حسن، وصاروا يرمون على كل من يمشي في سوق الخيل.

فتسامعت به المماليك الظاهرية والمماليك الأشرفية فحضروا إلى عند منطاش، وكذلك مماليك الأسياد، فاجتمع عند منطاش في ذلك اليوم نحو خمسمائة (٢) مملوك، وكان معه أول ما ركب المماليك دون الأربعين مملوك، فتحايا وركب بمن معه من العسكر، وطلع إلى الرملة، فنزل إليه يلبغا الناصري أو تقع معه وقعة عظيمة، وذلك في يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان، وصار العوام يُساعدون منطاش بالحجارة والمقاليع، ويلقطون النشاب الذي (٣) يرمون عُصبة يلبغا الناصري، ويحضروه إلى منطاش.


(١) كذا في الأصل، الصواب "التي".
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤١٢: " نحو ألف مملوك".
(٣) كذا في الأصل، والصواب "الذين".

<<  <   >  >>