للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكَانَ لما حضر يلبُغَا الناصري وتمربعًا الافضلي منطاش، وبقية الأمراء والنواب، ودخلوا إلى القاهرة دخل معهم السواد الأعظم من العربان والعشير والتركمان وغير ذلك، فلما دخلوا إلى القاهرة وجدوا أبوابها مقفولة، فجاء الأمير ناصر الدين أستادار أرغون اسكي (١)، وكان قد حضر من الشام صحبة العسكر، فدق باب النصر فلم يفتحوا له، فدخل مِنْ بَابِ سرّ جامع الحاكم بفرسه، وفتح باب النصر وباب الفتوح، فدخلوا بعض جماعة من التركمان ومن العشير، فنهبوا عدّة دكاكين من باب النصر إلى الركن المخلق، وأخذوا بعض قماش للناس، والتفت عليهم جماعة من الزعر، وقصدوا ينهبوا بيوت الأغنياء والأسواق، وكادَتْ مصر أن تُنهب عن آخرها في هذه الحركة، وقد اضطربت الأحوال ولا سيما لما اختفى السلطان برقوق.

فلما بلغ يلبُغَا الناصري ذلك أرسل جماعة من الأمراء الرؤوس النوب، ونادى بالأمان والاطمان، وأي من نهب شيء يرده وإلا شنق، فانكفوا النهابة عن النهب، ونام جماعة من الأمراء عند بَابِ الجملون وعند باب زويلة، فسكن الأمر قليلاً، فلما تسلطن الملك المنصور ونادى بالأمان والاطمان، فرح الناسُ بذلك، وخمدت الفتنة.

ثم إن يلبغا الناصري لما مسك من تقدم ذكره من الأمراء في اليوم المذكور، ثم إن الأمراء تكلموا مع يلبغا الناصري في أمر الأمراء الذي (٢) مسكوا، فأفرج عن جماعة منهم، وهم: المقر السيفي شيخ الصفوي، والأمير صواب السعدي مقدم المماليك، والأمير علي بن أقتمر عبد الغنى، وتنكزبغَا السيفي يلبُغَا، وبجمان المحمدي، وبوري الحلبي الأحمدي، والأمير مقبل الزمام، وحسين بن الكوراني، وأقبغَا الأجيني، إبراهيم بن طشتمر الدوادار، وعبد الرحيم بن منكلي بغَا الشمسي، وخليل بن تنكزبعًا، وأزدمر الشرفي، وقُماري الجمالي، ومحمد بن أقتمر الحنبلي، ومحمد بن قرطاي الكركي، وأمير حاج بن أيدغمش، وخليل بن قرطاي شاد العمائر، وأحمد بن حاجي بك، وموسى بن أبو بكر بن سلار النائب، وقلرطاي بن الجاي اليوسفي، وجَامَان أخو يايق، فهذه جملة من أفرج عنهم بالقاهرة، ولم يكن منهم من الأمراء المقدمين سوى الأمير شيخ الصفوي والبقية أمراء طبلخانات وعشراوات (٣).


(١) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٠٥: "الأمير أرغون الأيبكي".
(٢) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٣) الخبر في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٠٥: بدون ذكر أسماء الأمراء الذين أفرج عنهم.

<<  <   >  >>