للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه السنة: توفي قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة الحموي الكناني الشافعي. وفيها: توفي الشيخ علائي الدين السيرامي الحنفي شيخ المدرسة البرقوقية. وفيها: توفي الصاحب علم الدين عبد الوهاب بن القسيس، المعروف بكاتب سيدي (١). وفيها: توفي الأمير بهادر المنجكي أستادار العالية.

ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، فيها: في شهر صفر ابتداء السلطان الملك الظاهر برقوق في شرب القمز (٢) المصنوع، المعروف بقراقمز، وكان ابتداء ذلك في يوم الأربعاء بالميدان الذي تحت القلعة، ورسم السلطان للأمراء أن في كل يوم أربعاء يحضروا الشرب القمز.

وفيها: جاءت الأخبار من حلب بأن المقر السيفي يَلْبُغَا الناصري نائب حلب قد خامر، وخرج عن الطاعة، وقتل الأمير سُودُون المظفري الذي كان نائب حلب قبله، وقتل معه أربعة أنفس، ومسك حاجب الحجاب بحلب، وجماعة من أمراء حلب.

وسبب ذلك أنه كان قد وقع بينه وبين سُودُون المظفري المقدم ذكره تشاجر، فأرسل سُودُون المظفري يشتكي من يَلْبُغَا الناصري عند السلطان، فأرسل السلطان الأمير تلكتمر المحمدي الدوادار الثاني إلى حلب، ليصلح بين يَلْبُغَا الناصري نائب حلب وبين سودون المظفري، وأرسل السلطان مع الأمير تلكتمر مراسيم في الدسّ إلى سُودُون المظفري بأن يقتل يَلْبُغَا الناصري إذا قدر عليه.

فلما قرب تلكتمر من حلب، فبلغ يَلْبُغَا الناصري ما جاء به تلكتمر المحمدي، وكان بين تلكتمر وبين يَلْبُغَا الناصري صحبة قديمة، فخرج يَلْبُغَا إلى تلقيه، وأخذ منه المراسيم الذي بالأخبار الظاهرة، وتوجه معه إلى دار السعادة، وقرأ مراسيم السلطان بأمر الصلح بحضرة قضاة حلب.


(١) لم يرد خبر وفاته في أحداث هذه السنة، ما ورد فقط هو خبر عزله.
(انظر: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣٩١).
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣٩٣: "هو عبارة عن لبن حامض ".

<<  <   >  >>