للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أنعم على جماعة كثيرة من الأمراء بتقادم ألوف؛ وأنعم على جماعة منهم بطبلخاناة؛ وعلى جماعة منهم بعشراوات؛ ثُم حلف سائر الأمراء لنفسه، واستقامت أموره في السلطنة؛ ثُم أخلع على جماعة من أرباب الوظائف من القضاة والوزراء، والنظار، والمباشرين، وغير ذلك.

ثم إنه في ثانى شوال، أخلع على القاضي أوحد الدين الحنفي (١) واستقر به كاتب السر الشريف بالديار المصرية عُوضًا عن القاضي بدر الدين ابن فضل الله.

وفيها في يوم السبت ثاني عشرين شوال أعرض السلطان المماليك الأشرفية فنفى منهم جماعة، وجعل منهم جماعة طرخانية.

وفيها عمل المقر السيفي جركس الخليلى أمير أخور طاحون تدور بالماء في مركب وأوقفها عند المقياس، فخرج إليها الناس زُمَرًا يتفرجون عليها (٢)، وللشعراء في ذلك عدة مقاطع، فمنها ما قاله شهاب الدين ابن العطار المصري:

سر لطاحون الخليلي التي … تدور بالماء بمصر حقيق

قد شنفت من وصفها مسمعي … لأنه من كل وجه دقيق (٣)

ثم دخلت سنة خمس وثمانين وسبعمائة، فيها قبض السلطان الملك الظاهر برقوق على الخليفة المتوكل على الله، وقيده وحبسه في البرج الذي بقلعة الجبل، وسبب ذلك أنه بلغه عنه ما غير خاطره عليه لأمر قيل عنه، وفي ذلك يقول شهاب الدين بن العطار

أبشر أمير المؤمنين فمَا جَرى … أَقوى دليل أَنَّ عَزّكَ سَرَمَدُ

لا تختشي فيد العدى مَعْلُولة … ويد الخلافة لا تطاولها يد (٤)

ثم إن السلطان أخلع على الإمام عمر (٥) أخو زكريا، واستقر خليفة عُوضًا عن الإمام المتوكل على الله.


(١) هو أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين التركماني الحنفي. (بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣٢٣).
(٢) لم يرد الخبر في بدائع الزهور وجواهر السلوك.
(٣) بحر السريع؛ البيتان لم يرد ذكرهما في بدائع الزهور وجواهر السلوك.
(٤) بحر الكامل.
(٥) هو عمر ابن الخليفة المستعصم بالله أبي إسحق إبراهيم بن المستمسك بالله أبي عبد الله محمد بن الإمام أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي إسحق على الحاكم بأمر الله، تلقب بالواثق بالله. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣٣٣).

<<  <   >  >>