للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمدرسته التي أنشأها عند قنطرة أمير حسين بن جندر بشقة الخليج الحاكمي (١)، وفي ذلك يَقُولُ شهاب الدين ابن العطار المصري:

بَدَتْ أجزا ابن عَرَّامٍ خَليلٌ … مُقَطَّعَة مِنْ الضرب الثقيل

وَأَبدَتْ أبحر الشُّعراء (٢) المراثي … مُحرَّرةً بتقطيع الخليل (٣)

وَقِيلَ: أن الشيخ يحيى الصنافيري والشيخ نهار بشرا بن عَرَّام بذلك أَنهُ مَا يموت إِلَّا مُسمرًا مُوسكًا، وَكانَ ابن عرام قبل موته عمل تاريخًا ذكر فيه وقائع الأحوال فلما جرى له ما جرى، قَالَ فِيهِ ابن العطار:

أيا ابن عرام قد سُمِّرتِ مُشتهرًا … وَصَارَ ذلك مَكتُوبًا وَمَحسُوبَا

ما زلت تجهد في التاريخ تكتبه … حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا (٤)

وفي هذه السنة: عمر الأتابكي برقوق جسر الشريعة بطريق الشام عند أَرِيْحَا (٥) على نهر الشريعة، وجعلَ طُوله مائة وعشرين ذرَاعًا، وعرضه نحو عشرينَ ذِرَاعًا.

وفي هذه السنة: أبطل المقر الأتابكي مُكُوسًا كثيرة بالديار المصرية والبلاد الشامية، وفي ذلك يَقُولُ بعض الشعراء:


(١) مدرسة بجوار جامع الأمير حسين بحكر جوهر النوبي من برّ الخليج الغربي خارج القاهرة، أنشأها الأمير صلاح الدين خليل بن عرّام، وهي تعرف اليوم بجامع المرصفي عند قنطرة الأمير حسين بالقاهرة، وأنها أنشئت حوالى سنة ٧٨٠ هـ، وهي اليوم خرب، وليس ظاهر من وجهتها إلا الباب. (انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٢٥٠؛ النجوم الزاهرة ١١/ ١٨٥ هامش ١)؛ قنطرة الأمير حسين هذه القنطرة على الخليج الكبير، ويتوصل منها إلى برّ الخليج الغربي، فلما أنشأ الأمير سيف الدين حسين بن أبي بكر بن إسماعيل بن حيدر بك الرومي الجامع المعروف بجامع الأمير حسين في حكر جوهر النوبي، أنشأ هذه القنطرة ليصل من فوقها إلى الجامع المذكور، وكان يتوصل إليها من باب القنطرة الخطط المقريزية (٣/ ٢٦٢).
(٢) وفي بدائع الزهور ١/ ٢ / ٢٧٥؛ وأما في الخطط ٤/ ٢٥٠ والنجوم الزاهرة ١١/ ١٨٦ وجواهر السلوك ٢٣٥: "الشعر".
(٣) بحر الوافر.
(٤) بحر البسيط.
(٥) وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن ارفخشد بن سام بن نوح. (معجم البلدان، ياقوت، ١٦٥/ ١).

<<  <   >  >>