للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد مات غازان بلا مرية (١) … ولم يمت في الحجج (٢) الماضية

بل شنعوا عن موته فأنثنى (٣) … حيا ولكن هذه (٤) القاضية (٥)

ثم دخلت سنة أربع وسبعمائة، فيها: حضر إلى الأبواب الشريفة صاحب دنقلة (٦)، وصحبته هدايا جليلة، من رقيق وجمال والأبقار الخيسية، وغير ذلك فأنزل بدار الضيافة [١/ ٣٧] وأخلع عليه.

ثم دخلت سنة خمس وسبعمائة، فيها ابتدأ المقر الركني بيبرس الجاشنكير بعمارة خانقاته، التي برحبة باب العيد، قبالة الدرب الأصفر (٧).

وفي أواخر سنة ست وسبعمائة وقع الغلاء بالديار المصرية وهافت الغلة وتشحطت، ودام ذلك إلى أن دخلت سنة سبع وسبعمائة فأشتدت الأسعار، ثم تراجع الحال قليلًا، قليلًا، حتى عاد إلى ما كان عليه من الرخص (٨).

وفيها وقع بين السلطان وبين سلار النائب، وثار بينهما القال والقيل، فأرسل سلار النائب يقول للسلطان: "أنفى جماعة من الخاصكية، وهم: بيبغا التركماني، وخاص ترك، وينتمر، وكانوا من خواص السلطان (٩)، فقال السلطان: "وما ذنبهم فقال سلار: "هؤلاء يرمون الفتن بيننا وبين السلطان"، فما وسع السلطان إلا أنه أخرجهم إلى القدس ترضية لخاطر سلار النائب.

وفيها عين السلطان تجريدة إلى بلاد اليمن، لأن صاحب اليمن الملك المؤيد هزبر الدين داود، منع الهدية التي كانت مقررة على آبائه، فرسم السلطان


(١) في بدائع الزهور ١/ ١/ ٤١٨: "علة".
(٢) في الدرر الكامنة ٤/ ٢٥١: "المدد".
(٣) في الدرر الكامنة ٤/ ٢٥١: "وَكَانَ الْأَخْبَارِ مَا أفصحت".
(٤) في الدرر الكامنة ٤/ ٢٥١: "عَنهُ فَكَانَت".
(٥) بحر السريع.
(٦) مدينة كبيرة في بلاد النوبة في الجنوب بها منزل ملكهم، على شاطئ النيل، لها أسوار عالية لا ترام، مبنية بالحجارة (مراصد الاطلاع ٢/ ٥٣٤).
(٧) ذكر الخانقاة في الخطط المقريزية ٤/ ٢٨٥.
(٨) في بدائع الزهور ١/ ١/ ٤١٩: أن الغلاء انحلت في سنة ٧٠٦ هـ؛ وهنا جاء أنه امتد حتى سنة ٧٠٧ هـ.
(٩) في بدائع الزهور ١/ ١/ ٤٢٠: جاء الخبر أن السلطان قبض على جماعة من الخاصكية الذين هم عصبة سلار، وأن ذلك عزّ على الأمير سلار؛ عكس ما ورد هنا.

<<  <   >  >>