وسبق تخريجهما. انظر حديث (٢٩، ٣٠). وخالف كل هؤلاء محمد بن عبد الملك، فرواه عن أبيه عبد الملك بن أبي محذورة، عن جده. رواه أحمد (٣/ ٤٠٨) حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، بتثنية التكبير، والتثويب. ورواه أبو داود (٥٠٠)، وابن حبان (١٦٨٢)، والطبراني في المعجم الكبير (٦٧٣٥)، والبيهقي في السنن (١/ ٣٩٤)، من طريق مسدد بن مسرهد، عن الحارث بن عبيد به، بتربيع التكبير، والتثويب في صلاة الصبح. وهذا فيه مخالفتان: المخالفة الأولى: مخالفة في المتن، فقد اختلف فيه على الحارث في عدد التكبير: فرواه سريج بن النعمان، عن الحارث بن عبيد بتثنية التكبير. ورواه مسدد بن مسرهد، عن الحارث بن عبيد، وفيه التكبير أربع مرات. المخالفة الثانية: مخالفة في الإسناد، فنافع بن عمر ثقة، والنعمان بن راشد ضعيف يرويانه عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة، كرواية مكحول وعبد العزيز بن عبد الملك. ونافع بن عمر ثقة ثبت لا يقارن بمحمد بن عبد الملك لو انفرد، فكيف وقد توبع. بينما محمد بن عبد الملك يروي الحديث عن عبد الملك، عن أبيه، عن جده. ومحمد بن عبد الملك ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه اثنان: الحارث بن عبيد والثوري، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال، لا نعلم روى عنه إلا الحارث. وفي التقريب: مقبول. قلت: والحارث مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، قال فيه أبو حاتم والنسائي والذهبي: ليس بالقوي. زاد أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن مهدي: كان من شيوخنا، وما رأيت إلا خيرًا. وقال الساجي: صدوق عنده مناكير. وقال ابن حبان كما في المجروحين: «كان شيخًا صالحًا ممن كثره وهمه حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٤٦): «علته: هي الجهل بحال محمد بن =