للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(ث-٨٥٣) ومنها: ما رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء،

أن ابن عباس جمع بين المغرب والعشاء ليلة خَرَج من أرضه. قال: فكان من جمع بينهما يؤخر من الظهر ويعجل من العصر ثم يجمعان، ويؤخر من المغرب ويعجل من العشاء ثم يجمعان.

[صحيح، ابن جريج مقدم في عطاء، وعبد الرزاق ثبت في ابن جريج] (١).

وأجيب:

بأن هذا معارض بما رواه ابن عباس مرفوعًا بصحة الجمع في الحضر، وحديثه في الصحيحين: صلى رسول الله الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا. هذا لفظ مسلم، وزاد: في غير خوف ولا سفر (٢).

والمرفوع مقدم على الموقوف. ولي وقفة مع حديث ابن عباس عند الكلام على الجمع في المطر.

(ث-٨٥٤) ومنها ما رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم بن سليمان،

عن أبي عثمان النهدي، قال: اصطحبت أنا وسعد بن أبي وقاص من الكوفة إلى


= والدارقطني في سننه (١٤٥٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٢٧).
وفي لفظه عند أبي بكر النيسابوري ومن طريقه الدارقطني والبيهقي: ( .... إن رسول الله كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفق بساعة).
وقد نص على أن النبي إذا جد به السير جمع بعد غياب الشفق، والأكثر على أن هذا موقوف على ابن عمر، والمرفوع أن النبي كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء، ولم يذكر غياب الشفق، والله أعلم، وهو معلوم من احتجاج ابن عمر على فعله بجمع النبي .
فهؤلاء الرواة الثمانية رووه عن نافع، وذكروا أن الجمع كان بعد غياب الشفق، وروايتهم هي المحفوظة، وما خالفها شاذ.
وقد رواه غيرهم عن نافع، وليس فيه موضع الشاهد، فلم أر حاجة لإخراج طرقهم، منهم، الإمام مالك، وابن جريج، ويحيى بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن عبد الله السراج، وعبد الله ابن عمر العمري، وغيرهم.
كما رواه جمع عن ابن عمر من غير طريق نافع، على رأسهم سالم، وروايته في الصحيحين، وأكتفي بما تقدم، والله أعلم.
(١) المصنف، ط: التأصيل (٤٥٤٢).
(٢) صحيح مسلم (٥١ - ٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>