للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتسوية الصف من وظيفة الإمام، وعليه أن يباشر ذلك بنفسه، أو يوكل غيره إذا كانت الصفوف كثيرة، وقد عمل بهذه السنة النبي، وعمل بها خلفاؤه من بعده، فقد وكلوا من يقوم الصفوف، وشددوا في ذلك، حتى إذا استوت كبّروا.

(ث-٨٤٤) فقد روى ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم،

عن أبي عثمان -يعني: النهدي- قال: ما رأيت أحدًا كان أشد تعاهدًا للصف من عمر، أن كان يستقبل القبلة، حتى إذا قلنا قد كبر التفت، فنظر إلى المناكب، والأقدام، وإن كان يبعث رجالًا يطردون الناس حتى يلحقوهم بالصفوف.

[صحيح] (١).

(ث-٨٤٥) وروى مالك، عن نافع،

أن عمر بن الخطاب كان يأمر بتسوية الصفوف، فإذا جاؤوه، فأخبروه أن قد استوت، كبر.

[منقطع، نافع لم يدرك عمر ] (٢).

(ث-٨٤٦) وروى مالك، عن عمه أبي سهيل بن مالك،

عن أبيه أنه قال: كنت مع عثمان بن عفان، فقامت الصلاة، وأنا أكلمه في أن يفرض لي، فلم أزل أكلمه، وهو يسوي الحصباء بنعليه، حتى جاءه رجال، قد كان وكلهم بتسوية الصفوف، فأخبروه أن الصفوف قد استوت. فقال لي: استو في الصف، ثم كبر.

[صحيح] (٣).


(١) المصنف (٣٥٣٧).
(٢) موطأ مالك (١/ ١٥٨)، ورواه عبد الرزاق في المصنف، ط: التأصيل (٢٥١٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٤) عن مالك به.
ورواه عبد الرزاق (٢٥١٢) عن ابن جريج، عن نافع به.
ووصله معمر، رواه عبد الرزاق في المصنف (٢٥١٤) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان عمر لا يكبر حتى تعتدل الصفوف، يوكل بذلك رجالًا.
ورواية معمر، عن أيوب فيها كلام.
(٣) موطأ مالك (١/ ١٥٨) وعنه عبد الرزاق في المصنف (٢٤٨٣)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٦١)، والطحاوي في مشكل الآثار (١٤/ ٢٩٥، ٢٩٦)،
والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٤).
ورواه مالك أيضًا (١/ ١٠٤)، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن مالك بن أبي عامر، أن عثمان بن عفان كان يقول في خطبته، قل ما يدع ذلك إذا خطب: إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا. فإن للمنصت، الذي لا يسمع، من الحظ، مثل ما للمنصت السامع. فإذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف، وحاذوا بالمناكب؛ فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة. ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف، فيخبرونه أن قد استوت، فيكبر.
وعن مالك رواه الشافعي في الأم (١/ ٢٣٣)، وفي المسند (ص: ٦٨)، وعبد الرزاق في المصنف (٢٥١٧)، ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٥٣٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣١٢).
وهذا إسناد صحيح أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>