للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال في الإنصاف: «التسوية المسنونة في الصفوف: هي محاذاة المناكب والأكعب دون أطراف الأصابع» (١).

ويدل على ذلك أحاديث كثيرة، منها:

الحديث الأول:

(ح-٣٣١٢) ما رواه البخاري من طريق زهير، عن حميد،

عن أنس، عن النبي قال: أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري. وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه (٢).

يؤخذ من قوله: (يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه) فائدتان:

الفائدة الأولى: قال ابن رجب في شرح البخاري: «حديث أنس هذا يدل على أن تسوية الصفوف: محاذاة المناكب والأقدام» (٣).

الفائدة الثانية: يلزم من المحاذاة بالقدمين والمنكبين: ألا يضمهما ولا يفرجهما؛ لأن الضم مانع من محاذاة القدمين. وتفريجهما مانع من محاذاة المنكبين.

وصفة إلزاق القدم بالقدم: التساوي بمؤخرة القدم، ولو تفاوتت أصابعهما، كما سيأتي بيانه.

والظاهر أن هذا الفعل عند تسوية الصف، وقبل الدخول في الصلاة؛ للتحقق من مساواة الصف، فإذا تحقق من تسوية الصف اكتفى بمحاذاة المناكب، وعدم وجود فرج في الصف، فيقف الإنسان على طبيعته بالنسبة للقدمين، فلا ضم، ولا تفريج؛ لأن


(١) الإنصاف (٢/ ٣٩).
(٢) صحيح البخاري (٧٢٥).
(٣) فتح الباري (٦/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>