للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيشمله الفضل، ولو صلى في الصف الأخير.

قال ابن عبد البر: «ولا أعلم خلافًا بين العلماء أن من بكر، وانتظر الصلاة، وإن لم يصلِّ في الصف الأول أفضل ممن تأخر، ثم تخطى إلى الصف الأول، وفي هذا ما يوضح لك معنى فضل الصف الأول، وأنه ورد من أجل البكور إليه والتقدم، والله أعلم» (١).

ويجاب:

بأن النبي فرق بين فضل الصف الأول وفضل التهجير في حديث واحد، فعلم أن لكل واحد منهما فضلًا مستقلًا عن الآخر.

(ح-٣٣٠٤) فقد روى البخاري ومسلم من طريق الإمام مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه … الحديث (٢).

قال الأزهري: «يذهب كثير من الناس إلى أن التهجير في هذه الأحاديث تفعيل من الهاجرة وقت الزوال، وهو غلط، والصواب ما رواه أبو داود المَصاحِفِيّ، عن النضر بن شميل، أنه قال: التهجير إلى الجمعة وغيرها: التبكير؛ سمعت الخليل بن أحمد يقول ذلك في تفسير هذا الحديث» (٣).

وقال ابن الأثير: «التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه. يقال: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيرًا، فَهُوَ مُهَجِّرٌ، وهي لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة» (٤).

تعليل من قال: الصف الأول الذي يلي المقصورة إن كان الناس يمنعون منها:

هذه المقصورة التي أحدثها الأمراء في زمن بني أمية إن كانت بحق؛ لداعي


(١) التمهيد، ت: بشار (١٣/ ٥٤٢).
(٢) صحيح البخاري (٦١٥)، وصحيح مسلم (١٢٩ - ٤٣٧).
(٣) تهذيب اللغة للأزهري (٦/ ٣٠)، غريب الحديث للخطابي (١/ ٣٣١)، لسان العرب (٥/ ٢٥٥).
(٤) النهاية في غريب الحديث (٥/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>