للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أحدًا، فنظر إليه رسول الله ، ثم قال: من لا يرحم لا يرحم (١).

(ح-٣١٩٩) وروى البخاري ومسلم من طريق هشام، عن عروة،

عن عائشة قالت جاء أعرابي إلى النبي ، فقال: تقبلون الصبيان، فما نقبلهم، فقال النبي : أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة.

ولمسلم: قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم. فقالوا: لكنا والله ما نقبل! فقال رسول الله : وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة (٢).

فرحمة الولد الصغير، ومعانقته، وتقبيله والرفق به مما طبعت عليه الغرائز، حتى أنك تجد العجماوات والوحوش تحنو على أولادها، وتشمهم وتحضنهم، فإذا كان هؤلاء الأعراب يستنكرون تقبيل الأولاد، فما ظنك بالتعامل مع سائر الناس.

دليل من قال: هما سيان:

الدليل الأول:

الكراهة حكم شرعي يحتاج إلى دليل شرعي، وليس في النصوص ما ينهى عن إمامة الأعرابي إذا كان صالحًا للإمامة.

الدليل الثاني:

حديث أبي مسعود الأنصاري،

قال: قال رسول الله : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً، فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً، فأقدمهم سلمًا … الحديث رواه مسلم (٣).

وجه الاستدلال:

دل الحديث على أنه لا تفاضل بين الأئمة إلا بالقراءة، والفقه، وقدم الخير، والسن فقط، ولو كان الحضري مقدمًا على الأعرابي لذكر ذلك في النصوص، والله أعلم.


(١) صحيح البخاري (٥٩٩٧) صحيح مسلم (٦٥ - ٢٣١٨).
(٢) صحيح البخاري (٥٩٩٨)، صحيح مسلم (٦٤ - ٢٣١٧).
(٣) صحيح مسلم (٦٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>