رواه عن ابن عباس سعيد بن جبير، ومقسم بن بُجْرة أما طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فجاء من ثلاثة طرق: الطريق الأول: خلاد بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير. رواه عبد الرزاق (٣٩٦٣) عن أبيه، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن سعيد بن جبير. ولم يروه عن ابن خلاد إلا همام بن نافع. وهمام بن نافع وثقه ابن معين، ولم يذكر المزي في الرواة عن همام إلا ابنه. وساق العقيلي في الضعفاء (٤/ ٣٧١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٨/ ٨٥) حديثًا من طريق محمد بن مصفى، حدثنا بقية، عن ابن المبارك، عن همام بن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: رحم الله ابن روحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ. اه تفرد به بقية، وهو مدلس، وكان مرة يصله ومرة يرسله. وقد رواه عبد الرزاق في المصنف، ط التأصيل (٤٥٦٣)، وفي الأمالي في آثار الصحابة (٢١)، أخبرني أبي، أخبرني هارون بن قيس، قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: قال رسول الله ﷺ: رحم الله عبد الله بن رواحة كان ينزل في السفر عند وقت كل صلاة. مرسل. ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٢٧٩٦)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٩٤)، وقالا: روى عن سالم، عن النبي ﷺ حديثًا مرسلًا. روى عنه همام بن نافع. اه ومع إرساله فهارون بن قيس ليس له إلا هذا الحديث، ولم يوثقه إلا ابن حبان ذكره في ثقاته، فهو مجهول. وقد رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٢٢) ح ١٣٢٤١، حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي، حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا عبد الرزاق به موصولًا عن ابن عمر. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣١٦): رواه الطبراني وإسناده حسن. اه وشيخ الطبراني مجهول، فتبين أن همام بن نافع ليس له راو إلا ابنه. تابع خلادًا في ذكر العمى أبو إسحاق السبيعي على اختلاف عليه كما في الطريق التالي. الطريق الثاني: أبو إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٦٨)، من طريق عبد الله بن رجاء، قال: أخبرنا زائدة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير. ولم يذكر وصف العمى. وسماع زائدة من أبي إسحاق بآخرة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٦٠٦٧) حدثنا محمد بن الحسن، قال: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: أمنا ابن عباس، وهو أعمى. وسماع شريك من أبي إسحاق قديم، وتكلم العلماء في حفظ الإمام الفقيه محمد بن الحسن، وممن ضعفه الإمام أحمد وغيره. الطريق الثالث: الأعمش، عن سعيد بن جبير، رواه هشيم كما في مصنف ابن أبي شيبة (٤٠٤٥). وأبو عوانة كما في الأوسط لابن المنذر (٥/ ١١٦). ووكيع كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٦١٢) ثلاثتهم عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، قال: صلى بنا ابن عباس على طنفسة قد طبقت البيت. ولم يذكروا وصف العمى .. الطريق الرابع: حماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير. رواه عبد الرزاق (١٦٠٠) عن الثوري، عن حماد، عن سعيد بن جبير به، ولم يذكر وصف العمى. وحماد فقيه صدوق، له أوهام. وأما رواية مقسم، عن ابن عباس. رواه عبد الرزاق (١٥٩٧) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، قال: صلى ابن عباس على طنفسة أو بساط قد طبق بيته. وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، ضعيف، لكنه صالح في المتابعات. وليس فيه أنه كان أعمى.