وقال يعقوب بن شيبة عن هشام: ثبت، ثقة، لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي يرى أن هشامًا يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٣٨). فقوله: أنكر ذلك عليه أهل بلده دليل على أن ذلك لم يكن فقط من الإمام مالك وحده. وساق ابن عدي حديثه هذا في الكامل من مناكير حبيب. وقال ابن عدي: وهذا لا أعلمه يرويه عن حبيب المعلم غير يزيد بن زريع، ولحبيب أحاديث صالحة وأرجو أنه مستقيم في رواياته. وتنكير الأحاديث الصالحة، والرجاء بأن يكون مستقيمًا في روايته ليس بمنزلة القطع. وليست علته تفرد يزيد بن زريع، فإنه ثقة ثبت، وإنما الكلام في تفرد حبيب، وهو صدوق، عن هشام، ولم يروه عن هشام أحد من أهل بلده، وهم أولى من حبيب. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا حبيب، تفرد به يزيد. وأورده البوصيري في الإتحاف (١٠٩٦) من مسند أبي يعلى وقال: «هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين». ولم يخرج البخاري حديث هشام من رواية حبيب المعلم، وروى له مسلم حديثًا واحدًا عن هشام وقد توبع عليه. وذكر المزي في تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٣٥) حبيب المعلم ممن روى عن هشام، ورمز له (م ت)، ولم يذكر البخاري. ولا يبعد أن يكون حبيب أو هشام قد وهم في لفظه، لأن المدنيين من أصحاب هشام رووه بلفظ: كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله ﷺ وهو أعمى. فقد رواه محمد بن جعفر كما في صحيح مسلم (٨ - ٣٨١). وعبد العزيز بن محمد كما في مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (٨٣٨). ويحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي كما في صحيح مسلم (٣٨١)، وسنن أبي داود (٥٣٥)، ومستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (٨٣٩)، وكل هؤلاء مدنيون، ولفظهم أقرب أن يكون هو المحفوظ، والله أعلم. والحديث له شواهد: الشاهد الأول: من مسند أنس ﵁. رواه أحمد (٣/ ١٣٢)، والبخاري في التاريخ الأوسط (٢٠٣)، وأبو داود (٥٩٥، ٢٩٣١) والبزار (٧٢٦٦)، وأبو يعلى في مسنده (٣١١٠، ٣١٣٨)، والمنتقى لابن الجارود (٣٤٠)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٤٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٢٥)، حدثنا عبد الرحمن =