للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان في الوقت سعة، لزمه أن يفعل مثل ذلك وينام، حتى يتفرغ للصلاة، وإن ضاق الوقت عن ذلك صلى على ما أمكنه، وجاهد نفسه، ودافع النوم عنه جهده، ثم إن تحقق أنه أداها وعقلها أجزأته وإلا أعادها» (١).

قال ابن عبد البر: «وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن ما شغل القلب عن الصلاة، وعن خشوعها، وتمام ما يجب فيها، فواجب تركه، وواجب ألا يصلي المرء إلا وقلبه متفرغ لصلاته، ليكون متيقظًا فيها مقبلًا عليها، وبالله التوفيق» (٢).

قال ابن بطال: «لا ينبغي للمصلى أن يقرب الصلاة مع شاغل له عنها، أو حائل بينه وبينها، لتكون همه لا همَّ له غيرها … وهذا يدل أن النوم اليسير بخلاف ذلك» (٣).

الدليل الرابع:

روى مسلم من طريق معمر، عن همام بن منبه قال:

هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله ، فذكر أحاديث منها وقال رسول الله : إذا قام أحدكم من الليل، فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول فليضطجع (٤).

وذكره صلاة الليل لا يقتضي تخصيصًا، فهو فرد من أفراد العام.

وقد روى البخاري من طريق أيوب، عن أبي قلابة،

فالظرف في فقوله: (إذا نعس) عام في الوقت، في الليل والنهار.

وقوله: (في الصلاة) ف (أل) في الصلاة عام في جميع الصلوات، فرضها ونفلها.

قال العراقي في طرح التثريب: وقوله: (فلم يدر ما يقول)، يحتمل معناه أوجهًا:

أحدها: أنه لنعاسه صار لا يفهم ما ينطق به.

الثاني: أنه لا يدري لشدة نعاسه ما بعد اللفظ الذي نطق به حتى يأتي به.

الثالث: أنه لشدة نعاسه لا يقدر على النطق أصلًا، وهذه مراتب أخفها الأول


(١) إكمال المعلم (٣/ ١٥١).
(٢) التمهيد، ت بشار (١٤/ ٥٧).
(٣) شرح البخاري لابن بطال (١/ ٣١٩).
(٤) صحيح مسلم (٢٢٣ - ٧٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>