كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

الدليل الثالث:

(ح-٢٧٧٢) ما رواه الترمذي من طريق مطرف بن عبد الله المديني، قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي

= عن ابن عمر، عن عمر كرواية الجماعة.
ورواه عبد الرزاق، عن معمر، كما في شعب الإيمان (١٠٦٣٢)، عن أيوب، عن سالم بن عبد الله قال: كان يقال: إذا استقبل الرجل شيئ من هذا البلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا، لم يصبه ذلك البلاء أبدًا كائنًا ما كان.
فأسقط عمرو بن دينار، ولم يذكر في إسناده ابن عمر، ولا عمر ﵄، ورواية معمر عن أهل البصرة فيها كلام.
وقيل: عن عمرو بن دينار، سمعت جابر بن عبد الله بنحوه.
أخرجه هناد بن السري كما في الزهد (٤٤٨)، حدثنا قبيصة، عن حماد، عن عمرو بن دينار قهرمان الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول .... فذكر نحوه.
وهذا إسناد غريب، بجعله من مسند جابر، ورواية حماد الموافقة للجمهور أولى، وحماد حسن الحديث إلا في رواة معدودين كثابت وحميد فإن حديثه عنهما صحيح، وقد يكون الخطأ من قبيصة بن عقبة، فهو متكلم فيه في روايته عن الثوري، وفي رواية غيره لا بأس به وله أوهام، والله أعلم.
وقيل: عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
رواه ابن عدي في الكامل (٢/ ٤٨٦، ٤٨٧) من طريق الحكم بن سنان أبي عون، حدثنا عمرو بن دينار، عن نافع به.
والحكم بن سنان ضعيف، قال ابن عدي: وهذا الحديث إنما يرويه عمرو بن دينار، وهو أبو يحيى قهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، ومن قال: عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر فقد أخطأ به، قاله الحكم بن سنان، وبهلول بن عبيد، وغيرهما.
وسئل الدارقطني عنه في العلل (٢/ ٥٣)، «فقال: يرويه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، واختلف عنه فرواه حماد بن زيد، عن عمرو، عن سالم، عن أبيه، عن عمر.
وتابعه عبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن علية، وخارجة بن مصعب.
ورواه الحكم بن سنان أبو عون صاحب القرب، عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر.
ووهم فيه عليه، والصواب عن سالم». اه
فواضح أن عمرو بن دينار مع ضعفه قد اضطرب فيه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وهو أحسن من هذا الحديث.