كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

تلاها بعد الصبح، أو بعد العصر، جاز أداؤها فيها من غير كراهة، لكن الأفضل تأخيرها؛ ليؤديها في الوقت المستحب. وهذا مذهب الحنفية (١).

وقيل: يسجدها من قرأها بعد الصبح ما لم يسفر، وبعد العصر ما لم تصفر الشمس، رواه ابن القاسم عن مالك في المدونة، وهو المذهب عند أصحابه (٢).

وقيل: لا يقرأ من سجود القرآن شيئًا بعد صلاة الصبح، ولا بعد صلاة العصر، وهذا نصَّ مالك في الموطأ، ومذهب الحنابلة، قال المرداوي: وعليه أكثر الأصحاب (٣).

وقيل: يسجد لها بعد الصبح ما لم يسفر، ولا يسجد بعد العصر، وإن لم تتغير الشمس، وهذا قول مطرف وابن حبيب وابن الماجشون من المالكية (٤).

فتبين من هذا أن المالكية يتفقون على أن الصبح إذا أسفر، أو اصفرت الشمس بعد العصر فلا سجود، ويختلفون قبل ذلك إذا صليت الصبح والعصر على ثلاثة أقوال في المذهب، أضعفها قول من فرق بين الصبح والعصر، فإنه لا وجه له في النظر؛ ولا دليل عليه من جهة الأثر.

(١) بدائع الصنائع (١/ ١٨٧)، تبيين الحقائق (١/ ٨٥)، الهداية شرح البداية (١/ ٤٢)، فتح القدير (١/ ٢٣٢)، الدر المختار (ص: ٥٤)، حاشية الطحطاوي على المراقي (ص: ١٨٧)، حاشية ابن عابدين (١/ ٣٧٣، ٣٧٤)، الجوهرة النيرة (١/ ٦٩)، الفتاوى الهندية (١/ ٥٢).
(٢) الرسالة للقيرواني (ص: ٤٥)، المقدمات الممهدات (١/ ١٩٤)، التبصرة للخمي (١/ ٣٨٤)، شرح التلقين (٢/ ٧٩١)، القوانين الفقهية (ص: ٣٦)، التوضيح لخليل (٢/ ١١٣)، مختصر خليل (ص: ٢٨)، تحبير المختصر (١/ ٢٣٢)، التاج والإكليل (٢/ ٦٠)، شرح الزرقاني على خليل (١/ ٢٧٠)، شرح الخرشي (١/ ٢٢٤)، الفواكه الدواني (١/ ٢٥٢)، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (١/ ١٨٧).
(٣) الموطأ رواية يحيى (١/ ٢٠٦)، وموطأ مالك رواية أبي مصعب (١/ ١٠٣)، المنتقى للباجي (١/ ٣٥٢)، التبصرة للخمي (١/ ٣٨٤)، بداية المجتهد (١/ ٢٣٦)، الإنصاف (٢/ ٢٠٨)، كشاف القناع، ط العدل (٣/ ١٣٧)، معونة أولي النهى (٢/ ٣١٦)، غاية المنتهى (١/ ٢٠٦)، الروض المربع (ص: ١٢٣)، شرح منتهى الإرادات (١/ ٢٥٨)، الإقناع (١/ ١٥٨)، مطالب أولي النهى (١/ ٥٩٤).
(٤) المنتقى للباجي (١/ ٣٥٢)، تفسير القرطبي (٧/ ٣٥٩)، التبصرة للخمي (١/ ٣٨٤)، شرح التلقين (٢/ ٨٠٦)، الذخيرة للقرافي (٢/ ٤١٣).