للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن ثوبان، عن النبي أنه قال: لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم (١).

[منكر سندًا ومتنًا] (٢).

وجه الاستدلال:

أفاد الحديث تكرار السجود؛ لتكرار السهو، سواء أكان السهو من جنس واحد، أم كان من جنسين مختلفين.

• ونوقش من وجهين:

الأول: أن الحديث ضعيف.

الثاني: لو ثبت فهو مشترك الدلالة؛ إذ يحتمل أن يكون معناه كما ذكرتم، ويحتمل أن يكون معناه: السهو كله له سجدتان لأن (كل) لفظة تستغرق الجنس، وإنما ترجح المعنى الثاني بدليل تأخير سجود السهو عن سببه ليكون نائبًا عن الجميع (٣).

قال في الجوهر النقي: «معنى قوله: (لكل سهو سجدتان) أي سواء كان من زيادة أو نقصان، كقولهم: لكل ذنب توبة، وحمله على هذا أولى من حمله على أنه كلما تكرر السهو ولو في صلاة واحدة، فلكل سهو سجدتان» (٤).

الدليل الثالث:

ولأن كل سهو أوجب نقصانًا في الصلاة فيستدعي جابرًا.

• ويناقش:

هذه دعوى في محل النزاع، فأين الدليل على أن كل سهو يستدعي جابرًا لوحده، فالعبادات تتداخل، فهذا طواف الوادع يسقط بطواف الإفاضة إذا أخرَّه الحاج على الصحيح، مع أن طواف الوادع طواف واجب خلافًا للمالكية، وغسل الجمعة يتداخل مع غسل الجنابة، مع أن القول بوجوب غسل الجمعة قول قوي جدًّا.


(١) المسند (٥/ ٢٨٠).
(٢) سبق تخريجه في هذا المجلد، انظر: (ح-٢٤٧٨).
(٣) انظر: شرح مشكل الوسيط (٢/ ٢٠٧)، الحاوي الكبير (٢/ ٢٢٥).
(٤) الجوهر النقي (٢/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>