هذا هو المعروف من حديث أبي هريرة. وخالف أبو غطفان المري أبا سلمة وسعيد بن المسيب، فرواه عن أبي هريرة مرفوعًا: (التسبيح للرجال والتصفيق للنساء، من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد لها). يعني: الصلاة. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الحمل في الحديث ليس على أبي غطفان، فإنه ثقة، فقد وثقه النسائي وابن معين وابن حبان والذهبي وابن حجر، وقال عنه أبو بكر بن أبي داود كما في سنن الدارقطني والجوزجاني كما في الأباطيل (٤١٣): مجهول. وقد جاء منسوبًا في بعض الطرق أنه المُرِّيُّ، وفي بعضها أبو غطفان بن طريف. وقال عبد الغني بن سعيد المصري نقلًا من تنقيح التحقيق (٢/ ٣٠٠): أبو غطفان بن طريف المُرِّيُّ، قيل: إن اسمه يزيد». ورد العراقي القول بتجهيله، فقال: روى عنه جماعة ووثقه النسائي وابن حبان وهو أبو غطفان المُرِّيُّ اسمه سعيد». وبعض الأئمة جعلوا الخطأ من ابن إسحاق؛ لتفرده به عن يعقوب بن عتبة، عن أبي عطفان بن طريف، عن أبي هريرة، وقد كان سبيل أهل العلم أن ينظروا إلى أضعف رجل في الإسناد، فيجعلون العهدة عليه إلا أن يقوم دليل على براءته من عهدته كما لو وجد له متابع. قال أحمد فيما نقله ابن رجب في شرح البخاري (٩/ ٤٩٣): لا أعلم رواه غير ابن إسحاق. وقال أبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (٢/ ٤٠): «ليس في شيء من الأحاديث هذا الكلام، وليس عندي بذاك الصحيح، إنما رواه ابن إسحاق … ». وقال الدارقطني في السنن (٢/ ٤٥٥): قال لنا ابن أبي داود: أبوغطفان هذا رجل مجهول، وآخر الحديث زيادة في الحديث، ولعله من قول ابن إسحاق، والصحيح عن النبي ﷺ أنه كان يشير في الصلاة، رواه أنس، وجابر، وغيرهما عن النبي ﷺ. قال الشيخ أبو الحسن: وقد رواه ابن عمر وعائشة أيضًا». وقال الجوزجاني في الأباطيل (٢/ ٤٥): «هذا حديث منكر، مداره على محمد بن إسحاق، وهو ضعيف الحديث، وأبو غطفان هذا رجل مجهول». تخريج الحديث: رواه الإمام إسحاق بن راهويه في مسنده (٥٤٣)، وأبو داود في السنن (٩٤٤)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٤٨، ٤٥٣)، والبزار (٨٤١٦)، والدارقطني في السنن (١٨٦٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٧١)، وفي الخلافيات (١٧٨٦)، وابن بشران في أماليه الجزء الثاني (٩٨٥)، عن يونس بن بكير. ورواه السراج في مسنده (٧٠٧)، وفي حديثه (٧٧١) من طريق حفص بن عبد الرحمن=