للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سرعان الناس، وهم يقولون: قصرت الصلاة. ولاستبعاد أن يكون السهو يقع من النبي فيما يظنون، ولهذا قال لهم الرسول كما في حديث ابن مسعود عند مسلم: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون (١).

وأما الجزم بأن هذا من مراسيل أبي هريرة اعتمادًا على ما جاء في رواية الزهري: (فقام ذو الشمالين) فقد وهم الزهري باسمه، واضطرب في إسناده، وفي لفظه، وكشف ذلك تخريج الحديث.

كما وهم فيه معمر، في روايته عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.

ومعمر متكلم في روايته عن أهل البصرة، وقد خالفه كل من روى الحديث عن أيوب، مثل حماد بن زيد، وهو من أثبت أصحاب أيوب، كما خالفه الإمام مالك، وابن عيينة، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وحماد بن سلمة، فكلهم رووه عن أيوب، ولم يذكروا ما ذكره معمر.

كما خالف معمرًا كلُّ من روى الحديث عن ابن سيرين، كابن عون، ويزيد بن إبراهيم، وسلمة بن علقمة، ويحيى بن عتيق، وقتادة، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وغيرهم كثير رووا الحديث عن ابن سيرين، ولم يقل أحد منهم: (ذو الشمالين)، وقد سبق تخريجه (٢).

وتابع عمران بن أبي أنس الزهري على قوله: (ذو الشمالين).

(ح-٢٤٠٦) فقد أخرجه النسائي وغيره من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة،

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلَّى يومًا، فسلَّم في ركعتين، ثم انصرف، فأدركه ذو الشمالين، فقال: يا رسول الله، أنقصت الصلاة أم نسيت؟ فقال: لم تنقص الصلاة ولم أنس … وذكر الحديث (٣).


(١) صحيح مسلم (٥٧٢).
(٢) انظر: تخريج هذه الطرق في هذا المجلد، (ص: ٣٨٥).
(٣) النسائي (١٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>