للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الوجه الثاني:

على التنزل أن فيه نوعًا من المعارضة فينزل حديث أبي سعيد بدفع المار، ومقاتلته إن أبى في حق الرجل البالغ، ومثله يقال في حديث أبي ذر بتخصيص القطع (بالمرأة).

وينزل حديث ابن عباس هذا في الغلام والجاريتين بما قبل البلوغ.

وإن رجحنا لفظ شعبة، عن الحكم: (أنه مرَّ بين يدي رسول الله هو وغلام من بني هاشم على حمار بين يدي رسول الله ، وهو يصلي) (١).

• فالجواب عنه من أكثر من وجه:

الوجه الأول:

أن شعبة مختلف عليه في لفظه، فقال شعبة في رواية محمد بن جعفر عنه: ( … فمررت بين يدي رسول الله وهو يصلي فلم ينصرف … ).

قال ابن خزيمة: «وليس في هذا الخبر أن الحمار مر بين يدي رسول الله وإنما .... هذه اللفظة تدل على أن ابن عباس مر بين يدي رسول الله بعد نزوله عن الحمار» (٢).

ورواه عبيد الله بن موسى، عن شعبة، فقال: (فمررنا بين يديه ثم نزلنا، فدخلنا معه في الصلاة) (٣).

قال ابن خزيمة: «والحكم لعبيد الله بن موسى على محمد بن جعفر محال، لا سيما في حديث شعبة، ولو خالف محمد بن جعفر عدد مثل عبيد الله في حديث شعبة، لكان الحكم لمحمد بن جعفر عليهم» (٤).

الوجه الثاني:

أن حديث صهيب عن ابن عباس، معارض لحديث الزهري، عن عبيد الله بن


(١) مسند أحمد (١/ ٢٣٥، ٣٤١)، والمجتبى من سنن النسائي (٧٥٤)، مسند أبي داود الطيالسي (٢٨٨٥)، مسند أبي يعلى (٢٥٤٨).
(٢) صحيح ابن خزيمة (٢/ ٢٣).
(٣) صحيح ابن خزيمة (٨٣٦).
(٤) صحيح ابن خزيمة (٢/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>