للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ويناقش:

بأن هناك مصورًا، وهناك مستعملًا للصورة، وحكمهما ليس واحدًا.

فالمصور عمله قد يكون أكبر من الكبيرة، كما لو قصد من فعله المضاهاة، والتشبه بفعل الله تعالى، وهذه منازعة لله في ربوبيته، ولهذا كان أشد الناس عذابًا يوم القيامة، يعذبون في النار، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، ولن يستطيعوا، ويقال لهم على وجه التحدي: فليخلقوا حبة وليخلقوا شعيرة.

وقد يقال: أشد الناس عذابًا بالنسبة للموحدين.

وهذه إحدى العلل التي من أجلها حرم التصوير.

(ح-٢٢٦٣) فقد روى البخاري ومسلم من طريق سفيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، سمعت أبي، قال:

سمعت عائشة ، قالت: قدم رسول الله من سفر، وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله هتكه وقال: أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين (١).

وقد يكون التصوير كبيرة من الكبائر، والعلة في تحريمها التعظيم أو التشبه (٢).


= وهو الذي نبه على هذه القصة، ومما يؤيد ذلك أنه لم يكثر من تخريج هذه النسخة، وإنما ذكر بهذا الإسناد موضعين هذا وآخر في النكاح، ولو كان خفي عليه لاستكثر من إخراجها لأن ظاهرها أنها على شرطه».
وإذا كان اعتماد البخاري في العلل على شيخه علي بن المديني، وكان ابن المديني قد نبه على خطأ من جعل الحديث عن عطاء بن أبي رباح، فكيف ينزل كلام ابن حجر. والله أعلم.
ويأبى الله إلا أن يكون الكمال له سبحانه ولكتابه، وأهل السنة أهل عدل وإنصاف وعلم، فإذا قالوا: إن البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله فذلك لمنزلة الصحيح وعلو شرطه، وليس محاباة للبخاري، ولا عصمة له عن الخطأ، والبخاري بشر، يجهل الشيء قبل علمه، وينساه بعد علمه، كسائر البشر، إلا أن كثيرًا ممن يتكلم بالصحيح من أهل عصرنا يتكلم عن هوى، وليس عن علم، ولا يحاكم البخاري وفق قواعد أهل الحديث، بل وفق عقله وهواه، بل ربما لم يقرأ صحيح البخاري في حياته، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾، [البقرة: ٢٢٠].
(١) صحيح البخاري (٥٩٥٤)، وصحيح مسلم (٩٢ - ٢١٠٧).
(٢) يقول ابن الملقن في التوضيح شرح البخاري (٢٨/ ١٩٥): «هل يدخل في الحديث من =

<<  <  ج: ص:  >  >>