للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الصورة لم تتغير (١).

قال ابن العربي: «والذي أوجب النهي عنه -أي عن التصوير- في شرعنا، والله أعلم، ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان والأصنام، فكانوا يصورون ويعبدون، فقطع الله الذريعة، وحمى الباب» (٢).

(ح-٢٢٦٢) فقد روى البخاري من طريق مالك، عن هشام، عن أبيه،

عن عائشة ، قالت: لما اشتكى النبي ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وكانت أم سلمة، وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فرفع رأسه، فقال: أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، ثم صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله.

ورواه مسلم من طريق يحيى بن سعيد وغيره، عن هشام به (٣).

(ث-٦٣٥) وروى البخاري من طريق هشام، عن ابن جريج، وقال عطاء:

عن ابن عباس ، صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ، أما وَدٌّ كانت لِكَلْبٍ بدومة الجندل، وأما سُوَاعٌ كانت لهذيل، وأما يَغُوثُ فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف، عند سبإ، وأما يَعُوقُ فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت (٤).

[عطاء هو الخراساني، ولم يسمع من ابن عباس] (٥).


(١) قال ابن عابدين في حاشيته (١/ ٦٤٩): «الذي يظهر من كلامهم أن العلة: إما التعظيم، أو التشبه كما قدمناه. والتعظيم أعمُّ؛ كما لو كانت عن يمينه، أو يساره، أو موضع سجوده، فإنه لا تشبه فيها، بل فيها تعظيم، وما كان فيه تعظيم وتشبه فهو أشد كراهة».
(٢) أحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٩).
(٣) صحيح البخاري (١٣٤١)، وصحيح مسلم (١٦ - ٥٢٨).
(٤) صحيح البخاري (٤٩٢٠).
(٥) ورواه عبد الرزاق في التفسير بإثر الأثر (٣٣٤١)، عن ابن جريج، عن عطاء الخرساني، عن ابن عباس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>