للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد حمله بعضهم على التفات البصر، وفيه بعد، فإن المأموم لا يعلم بالتفات إمامه ببصره، فلولا أنه كان يلتفت بوجهه لما علم سهل بالتفات النبي إلى الشعب، والله أعلم.

• دليل من قال: يكره الالتفات بالوجه أو بالصدر:

الدليل الأول:

كل التفاتٍ في الصلاة لا ينافي استقبال القبلة، ولا الخشوع في الصلاة فإنه لا يبطل الصلاة.

أما كونه لا ينافي الاستقبال:

فذلك لأنه إذا التفت بوجهه وصدره فقد بقي مستقبلًا بوسطه إلى أسفله، فصار جسده بحكم المستقبل؛ لأن الالتفات بجزء من البدن لا يخرجه عن حكم التوجه للقبلة حتى يلتفت بكامل بدنه.

وقياسًا على الالتفات بالوجه، هذا وجه كونه لا ينافي الاستقبال.

كما أن الالتفات بالوجه والصدر: لا ينافي الخشوع في الصلاة، لا خشوع القلب، وهو الأصل، ولا خشوع الجوارح.


= تابع أبا توبة من هذا الوجه معمر بن يعمر، عن معاوية به، بزيادة أبي سلام.
ورواه الوليد بن مسلم، عن معاوية بن سلام، واختلف عليه فيه:
فرواه موسى بن أيوب كما في الدلائل في غريب الحديث (١/ ١٧٦).
ودحيم الدمشقي كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١١)، كلاهما عن الوليد بن مسلم، حدثني معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن جده أبي سلام به، بذكر أبي سلام في إسناده.
خالفهما كل من:
هشام بن عمار كما في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (٢٠٧٦)،
وأبي الوليد القرشي أحمد بن عبد الرحمن كما في معجم الصحابة للبغوي (١٠٠٤)، كلاهما عن الوليد بن مسلم، أخبرنا معاوية بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي كبشة، عن سهل، بإسقاط زيد بن سلام، بدلًا من إسقاط جده أبي سلام. وهذا خطأ بلا شك.
والمحفوظ من هذا الاختلاف رواية الوليد بن مسلم -من رواية دحيم وموسى بن أيوب عنه- وأبي توبة من رواية الجماعة عنه، ومعمر بن يعمر، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن أبي كبشة به. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>