للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الشيطان المطلق في حديث سهل بن أبي حثمة على الشيطان المفسر في حديث أبي ذر، وحديث أبي سعيد، ويكون اتخاذ السترة معللًا، أي معقول المعنى، مرتبطًا بالمرور، فإذا أمن المرور فلا بأس من الصلاة إلى غير سترة.

والذي يرجح أن المقصود من الشيطان شيطان خاص، وليس مطلق الشيطان أن الدنو من السترة معلل كي لا يقطع الصلاة، والدنو من السترة لا يمنع شيطان الجن من الوسوسة، وإنما الدنو من السترة يُمَكِّن المصلي من دفع شيطان الإنس والدواب من المرور، فإذا ابتعد المصلي عن سترته لم يتمكن المصلي من منع المتمرد المصر على المرور من قطع صلاته إلا بالمشي إليه، فتكون علة الدنو منها لأجل التمكن من دفعه حتى لا يقطع عليه صلاته، فيكون هذا وجهًا في تفسير الشيطان بشيطان الإنس والدواب، دون شيطان الجن، فإن هذا دفعه يكون بالاستعاذة من شره، ولا تأثير للدنو من السترة عليه، والله أعلم.

الأمر الثاني: أن الأحاديث ربطت بين الأمر بالسترة وبين تأثير المرور بين يدي المصلي، مما يجعل المرور علة في حكم اتخاذ السترة.

(ح-٢١٥٩) فقد روى مسلم من طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن موسى بن طلحة،

عن أبيه، قال: قال رسول الله : إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصلِّ، ولا يبالي من مر وراء ذلك.

ورواه مسلم من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة،

عن أبيه، قال: كنا نصلي، والدواب تمر بين أيدينا، فذكرنا ذلك لرسول الله ، فقال: مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم، ثم لا يضره ما مر بين يديه (١).

الوجه الثاني:

لو سلمنا أن السترة لقطع الشيطان من الوسوسة، فلا يكفي ذلك للقول بوجوب


(١) صحيح مسلم (٢٤٢ - ٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>