للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وهو ما رجحه ابن رجب (١)، وفي الاحتمالين ليس في إنكار عبيدة حجة على رد الجهر بالذكر، والله أعلم.

• دليل من قال: يستجب الجهر بالذكر بعد الصلاة:

الدليل الأول:

(ح-٢١٣٤) ما رواه البخاري من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو، أن أبا معبد، مولى ابن عباس، أخبره:

أن ابن عباس ، أخبره: أن رفع الصوت، بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته (٢).

(ح-٢١٣٥) وروى البخاري ومسلم من طريق سفيان، حدثنا عمرو، قال: أخبرني أبو معبد،

عن ابن عباس ، قال: كنت أعرف انقضاء صلاة النبي بالتكبير.

زاد مسلم: قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد، فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك (٣).

وجه الاستدلال:

جاء في الرواية الأولى: (رفع الصوت، بالذكر) ف (أل) ب (الذكر) عام لجميع الذكر، من تهليل وتسبيح، وتحميد، وتكبير، وظاهره يدل على جهر الإمام والمأموم.

والرواية الثانية: ذكرت التكبير، فكان ذلك ردًا على من خص الجهر بالتهليل دون غيره، ولا يفهم من ذكر التكبير، تخصيص الجهر به دون غيره من الأذكار، بل هذا من باب إطلاق البعض على الكل، وهو أسلوب عربي فصيح، كإطلاق التسبيح على الصلاة؛ لاشتمالها عليه، وإطلاق السجدة على كامل الركعة.


(١) فتح الباري لابن رجب (٧/ ٤٣٨).
(٢) صحيح البخاري (٨٤١)، وصحيح مسلم (١٢٢ - ٥٨٣).
(٣) صحيح مسلم (١٢١ - ٥٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>