(٢) انفرد به الدارمي عن أصحاب الأمهات (٢١٠) أخبرنا الحكم بن مبارك. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٧٨٩٠)، وعنه محمد بن وضاح في البدع (٢٥٨)، كلاهما (ابن أبي شيبة، والحكم بن مبارك) قالا: حدثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، عن أبيه، عن جده، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة. وعمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٣٨٢)، ولم يذكر فيه شيئًا. وذكره ابن حبان والعجلي في الثقات. وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور عنه: ثقة. كما في الجرح والتعديل (٦/ ٢٦٩). وقال ابن معين في رواية أحمد بن أبي يحيى عنه، ليس بشيء كما في الكامل لابن عدي (٦/ ٢١٥). فهذه الرواية لا تصح عن ابن معين؛ لأن أحمد بن أبي يحيى كذاب، انظر الكامل لابن عدي (١/ ٣٢١)، وميزان الاعتدال (١/ ١٦٣). ولو صح قول ابن معين ليس بشيء فإنه إذا اجتمع مع توثيقه، فإن هذا قرينة أنه أراد به شيئًا غير الجرح، وإنما أراد به أن أحاديثه قليلة جدًّا، قال ذلك ابن القطان الفاسي، فيما نقله الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ص: ٤٢١)، ولم يتعقبه. وهذا التأويل يتفق مع قول ابن عدي: «وعمرو هذا ليس له كثير رواية، ولم يحضرني له شيء فأذكره». وقال ابن معين أيضًا كما في رواية الليث بن عبدة عنه: سمعت عنه، ولم يكن يرضى. الكامل لابن عدي (١/ ٣٢١). والليث بن عبدة فيه جهالة، والعبارة التي نقلها ليست صريحة في الجرح، فيحتمل (لا يرضى) مذهبًا، ويحتمل لا يرضى رواية، وكونه لا يرضى هل أراد نقله من تمام الضبط إلى خفته، فيكون حديثه حسنًا، أو أراد به النزول إلى أكثر من ذلك، وعلى كل حال لا يمكن مع =